

وذيبان المركز محرومة من استغلال معالمها الأثرية، والتاريخية في توفير دخل سياحي لها وتراها مهملة وتستخدم في رعي الأغنام، وهي التي استخرج من آثارها حجر الملك ميشع، وتتوفر فيها إمكانيات سياحية كبيرة فيما لو وجد الاهتمام الكافي من قبل وزارة السياحة.
وأبناؤها العاطلون عن العمل من الجامعيين بالمئات وما يزالون يهدرون السنوات في انتظار فرص نادرة في التعيين، أو الانخراط في أعمال محلية وذلك في ظل غياب مشاريع التنمية، والخطط التنموية القادرة على تطوير وتحديث اللواء، والى هذه اللحظة لم ترَ جامعة ذيبان النور وهي التي قطعت وعودها في حياة الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله.
وفي برزا يتراجع مستوى الخدمات وخاصة الطرق المتواضعة والتي جزء كبير منها ترابي إلى درجة أن الأعشاب تكون قادرة على النمو في أحشاء الاسفلت، وعلى كتف برزا هنالك حي العمور الذي يفتقد إلى الإضاءة الكهربائية منذ وصول التيار الكهربائي إلى ذيبان، وذلك لعدم توفر الأعمدة الكهربائية القادرة على تغطية هذا الحي الذي يقطنه العشرات من الأردنيين ممن لا يزالون يستخدمون لمبات الكاز القديمة التي طواها الزمن للإنارة ليلا.
وتجثم على كتف برزا بقايا قرية حجرية قديمة كانت قادرة على تنشيط الحركة السياحية فيها لو وجدت الاهتمام الكافي لإدخالها على خريطة الأماكن السياحية، ولما كانت تحولت إلى مجمع للقوارض، والأفاعي. وهنالك على أطراف ذيبان تترامى قرية أم شجيرة الشرقية التي ما تفتأ مقطوعة عن الماء الذي يصل عبر مواسير سلطة المياه منذ 14 سنة؛ ما اضطر الأهالي للحصول على هذه المادة الضرورية للحياة من خلال الصهاريج والتنكات التي أضافت على فاتورة الأسر الفقيرة تكلفة شهرية مستمرة، ومسجدها الوحيد يظل بلا ماء حتى أن التيمم ربما يصبح جائزا شرعا للصلاة فيه .
أما المثلوثة ذات الأراضي الحمراء التي تطل على الموجب، فهي محرومة من استغلال مياه السد في الزراعات المروية، وتفتقد فرص النماء يضاف إلى ذلك طرقها الترابية البائسة.
وعموريا قرية مقطوعة عن العالم حيث لا يوجد طريق يوصلها مع جغرافية الأردن، ويسمح للأهالي الذين هجروها باستغلال أراضيها الزراعية، وإيصال المنتوج الزراعي إلى أماكن سكناهم سوى باستخدام البهائم.
وهو غيض من فيض حيث فرص التنمية تظل متوقفة، وغائبة عن سلسلة هذه القرى التي تضم الإنسان المجد الصابر، والذي فقد المهن التقليدية التي كان يمكن استمرارها لو روعيت أحوال المزارعين الصعبة، وتم شطب ديون الإقراض الزراعي، وجرى وضع تسهيلات حقيقية في الحصول على البذار بأسعار مناسبة، وتسويق المنتجات بما يضمن استمرار المزارع في أرضه. وقد غدت قطعان الأغنام أيضا في حالة تناقض نظرا لارتفاع أسعار الأعلاف، وجفاف المواسم الزراعية، وها هي تترك خلفها أسرا تستجدي العون من صناديق التنمية الاجتماعية.
ويظل آلاف من الخريجين الجامعيين في قرى بني حميدة يجوبون المملكة بحثا عن الواسطات للحصول على فرص التعيين كي يتم إدراجهم على قائمة الحياة.
وبالكاد تجد في مناطق بني حميدة أثرا رسميا للدولة اللهم إلا وجود المخافر وبعض مقار الحكام الإداريين وعدد من الدوائر الرسمية، وغير ذلك فهي قرى خارج التغطية، وتعاني الأمرين فضلا عن تدني مستوى البنية الصحية والتعليمية، وشبكات الطرق والمياه. وكل قرية تحمل في قلبها عتبا ابيض على الأردن ، وتروح حكومات، وتأتي حكومات وهو قابع في القلوب الصابرة حيث يترامى عالم مريع من الفقر والحرمان.
علي السنيد – الدستور