تقوم وكالة الأنباء الأردنية باستطلاع آراء عدد من الصحفيين المخضرمين فيما يجب على الإعلام الرسمي أن يفعل لتعزيز مكانته ومصداقيته أردنياً وعربياً.
الإعلام الرسمي سيظل محل انتقادات عادلة وظالمة من جميع الاتجاهات. حتى الحكومات، التي يقع الإعلام الرسمي تحت سيطرتها، تصف إعلامها أحيانأً بأنه مرعوب أي أنها تطلب منه المزيد من الجرأة التي يعرف الجميع أنها لن تطبق قدراً منها، وتصفه أحياناً أخرى بأنه مقصر، مع أنها لا تعطيه الرسالة التي تريد أن يحملها محلياً وإقليمياً ودولياً.
المفروض أن الإعلام الرسمي، إعلام بالمعنى المقصود بالكلمة، وأنه عمل صحافي، من شروطه توفر حرية التعبير والرغبة في ممارسة هذه الحرية. عندما يصبح الإعلام الرسمي حراً بالفعل، فإن الحكومة لا تعود تتحمل ملامة فيما إذا أخطأ، فمن يعمل يخطئ، وما يعتبر خطأ في نظر البعض لا يعتبر كذلك في نظر البعض الآخر.
يحسن الإعلام الرسمي صنعأً إذا انفتح على الجميع ليكون إعلام الدولة والوطن، وليس إعلام الحكومة فقط، وإذا أعطى دوراً للرأي الآخر مما يعزز المصداقية. وفي جميع الحالات فإن الإعلام الرسمي يظل بحاجة إلى الدعم المالي ليستطيع إنتاج وشراء برامج ناجحة، وتعيين مندوبين ومراسلين في جهات مختلفة، بحيث يظل على رأس الأحداث، ولا يعتمد كلياً على وكالات الأنباء.
في وقت من الأوقات ألغينا وزارة الإعلام التي كانت تعمل كمظلة لأجهزة الإعلام المختلفة، وكانت الحجة أن الوزارة عدو للصحافة وحرية التعبير، ومنذ ذلك الوقت أصبح الإعلام الرسمي مجموعة مبعثرة من المؤسسات لا تنسيق بينها، وليس لها رأس مسؤول. وعندما اتضح أن هـذه الخطوة كانت قفزة في الفراغ، جاء تأسيس المجلس الأعلى للإعلام الذي عمل كمركز تدريب، ثم جئنا بفكرة الناطق الرسمي باسم الدولة، وبعد ذلك وزير دولة لشؤون الإعلام. المهم أن لا نعترف بالخطأ ونتراجع عنه.
الإعلام الرسمي لا يعمل في الفراع، فهناك منافسة شديدة على اهتمام الجمهور من وسائل إعلام خارجية وداخلية، مقروءة ومسموعة، تقليدية وإلكترونية، وباعتباره جزءاً من القطاع العام، فإنه محكوم بعدم القدرة على الصمود في وجه المنافسة.
