الاصلاح نيوز- ذكرت الـ”بي بي سي” اليوم الأربعاء أن الضغط يتصاعد على الأردن للاستجابة لمطالب يصر عليها شعبه مماثلة لتلك التي قلبت الشرق الاوسط رأسا على عقب في الاشهر الـ 18 الماضية.واضافت “يبدو ان الاصلاحات السياسية والاقتصادية التي وعد بها الأردنيين بدأت بالتعثر، مما اضطر الملك الى اقالة الحكومة في الاسبوع الماضي وتعيين رابع رئيس للوزراء منذ اندلاع ثورات الربيع العربي”.
وتابعت “بينما كانت الاحتجاجات التي شهدها الاردن اصغر حجما واكثر سلمية من مرادفاتها في دول اخرى في المنطقة، فإن مطالب الاردنيين لا تختلف كثيرا عن تلك التي تظاهر ويتظاهر من اجلها غيرهم من العرب: فهم يريدون ان يكون لهم دور اكبر في الحياة السياسية – خصوصا فيما يتعلق بانتخاب رؤساء حكوماتهم – ويطالبون بحلول لمشكلتي البطالة والفساد”.
وزادت الـ”البي بي سي” انه وبالرغم من ان الكثير من الاردنيين فوجئوا بإعلان رئيس الوزراء السابق عون الخصاونة استقالته في السادس والعشرين من الشهر الماضي، فإن الخصاونة – الذي تولى منصبه قبل ستة أشهر فقط – كان يتهم بالتلكؤ في اصدار القوانين اللازمة لاجراء انتخابات نيابية هذا العام.
ولفتت ان الطراونة، الذي يحسب على التيار المحافظ، وعد باتخاذ ما وصفها بـ”خطوات جريئة” لبلوغ ذلك الهدف.
ويقول موسى شتيوي، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية، بحسب الـ”بي بي سي” “شعر الجميع بالتفاؤل عندما كلف الخصاونة بتشكيل الحكومة السابقة نظرا لسجله المحترم، ولكنه اخفق في اظهار الخصال القيادية الضرورية لدفع عملية الاصلاح.”
وأشارت الـ”الي بي سي” أن المعارضة، وعلى رأسها جبهة العمل الاسلامي الذراع السياسي للاخوان المسلمين، قد انتقدت مشروع قانون الانتخابات الجديد لأنه لا يضمن تمثيلا حقيقيا لكل اطياف المجتمع الاردني على حد تعبيرها.
وقال ابو بكر، الناطق باسم الجبهة، “إن الشعب مقتنع الآن بأن مشكلاته لن تحل بعزل رئيس الوزراء او تشكيل حكومة جديدة، لكن الحل الوحيد يكمن في انتخاب برلمان جديد يمثل ارادة الشعب، وفي انبثاق الحكومة ورئيسها من هذا البرلمان”.
وبيبنت الـ”بي بي سي” على لسان محلل سياسي اردني ان الهم الذي يشغل بال غالبية الاردنيين هو الاستقرار، خصوصا بعد ان رأوا نتائج ثورات الربيع العربي، وقال “اكثرية الاردنيين يؤيدون الاصلاح، ولكن قلة منهم فقط مستعدون لاتخاذ الخطوات الجذرية اللازمة لتغيير النظام.”
وقال المحلل السياسي “ولكن اذا فشلت حكومة الطراونة في التوصل الى حلول للمشكلات التي تواجه البلاد بحلول منتصف الصيف المقبل، سيواجه الاردن مشكلة حقيقية.”
ومضى للقول “في نهاية المطاف، قد يقرر الشعب المخاطرة اذا ضاق ذرعا بالظروف التي يعيش فيها. وفي هذه الحالة، اعتقد اننا مقبلون على صيف ساخن في الاردن.”