لربما لا يشعر المراقب السياسي باي تغييرات في نهج الاخوان المسلمين بعد التجديد اربع سنوات اخرى للمراقب العام الدكتور همام سعيد, لكنه سيشعر بالفرق بعدما يتسلم الشيخ زكي بني ارشيد مهمة الناطق باسم الاخوان, حيث اثبت بني ارشيد انه الرجل الخلافي والمختلف عن باقي رجال الاخوان المسلمين.
لم تكن نتائج الانتخابات داخل جماعة الاخوان بعيدة عن مراقبة الاعلام والسياسيين, وايضا عن مراقبة المراكز السياسية, بل كانت في عين الحدث, وتابعها الاعلام يوما بيوم, حتى جاءت النتائج, وانهزم ما يعرف بتيار الحمائم, اكثر مما يتناسب مع قوته في مجلس شورى الجماعة, فاستنكف عن المشاركة في الهئيات الاخرى, وقرر أن يجلس القرفصاء للقيادة الجديدة, من اجل دفعها الى مزيد من التطرف, ولا ابالغ إن قلت الى الصدام بعد أن تصدر المشهد صقور الاخوان.
لكن الذي يعرف عن قرب تركيبة جماعة الاخوان, يعرف جيدا أن هذه التقسيمات (صقور وحمائم) ليست نهائية, وقد تتبدل بحسب الظرف الزماني والموقف السياسي ومتطلبات المرحلة, ففي اكثر من مناسبة انتقل جماعة الصقور الى الحمائمية, مثلما انتقل جماعة الحمائمية الى الصقورية, كما قد تكون حالة الصقورية داخل الجماعة وسياساتها, لكنها قد تكون حمائمية باتجاه الدولة ومواقفها.
لن تتغير كثيرا مواقف الاخوان في المرحلة المقبلة, إلا باتجاه تصعيد اعلامي من قبل اذرعهم الاعلامية بانهم مستهدفون وبأن ممارسة الدولة تجاههم تدفعهم الى مواقف اكثر تشددان وتحرجهم اكثر داخل قواعدهم وخاصة الشبابية التي تعبر عن عدم رضاها عن مواقف بعض القيادات.
يدرك الاخوان ايضا أنهم الان ليسوا من اصدقاء الحكومة, مثلما كانوا مع الحكومة السابقة, لهذا فسوف يعودون رويدا رويدا الى حاضنة لجنة التنسيق العليا لاحزاب المعارضة, كما سيعودون الى مغازلة الحراك, ويقتربون من شعاراته, إن لم يتبنوها.
الاسئلة كثيرة داخل الاخوان المسلمين, والاجابات عليها متناقضة, مثلما هو الحال بشكل دقيق داخل حركة حماس, وعلى ما يبدو ان الاسئلة بتعبيراتها المختلفة موجودة ايضا على طاولة التنظيم العالمي للاخوان, الذي تتبع له جماعة الاخوان عندنا, كما تتبع له حركة حماس.
فلاول مرة يشهد فيها انتخاب مكتب سياسي جديد لحركة حماس صراعاً بين المرشحين. في الماضي كانت عملية انتخاب المكتب السياسي تمر بهدوء, ودون أية تسريبات, إلى ان تنتهي العملية, ويتم الإعلان عن نتائجها.
صعود الحركات الإسلامية بفعل التغيير, في بعض الدول وضع جماعة الاخوان المسلمين وقيادتها الجديدة المحسوبة تاريخيا على حركة حماس كما وضع الحركة ذاتها في حالة انتظارية, حتى تتضح الأوضاع العربية, وخاصة ما يحدث في سورية, هذه الحالة الانتظارية, قادت إلى تباينات في سياسات حماس.
العرب اليوم