زهير عبد القادر
لقد بارك الله سبحانه وتعالى بالرزق الحلال والربح الحلال.ومن حسن الحظ ان الاخلاق العالية والضمائر الحية تشارك ايضا في تحديد الاسعار وخاصة في الدول المتقدمة والتي تعتمد على سياسة الاقتصاد الحر…فالتاجر هو الذي يحدد اسعار بيع بضاعته ورقيبه في هذه الحالة هو ضميره واخلاقه والتي لاتسمح له باستغلال المستهلك وكذلك مخافة الله…(فالقرش الحرام لايدوم )….فعليه ان يحدد اسعاره بحيث ان يحقق ربحا معقولا له ويبتعد عن ظلم واستغلال المواطن المستهلك.
يلاحظ في مجتمعاتنا العربية والاردن منها ان اصحاب معظم محلات المواد الغذائية وبيع الفواكه والخضار لايضعون الاسعار على بضاعتهم على اعتبار ان لا احد يراقبها وخاصة في حالة عدم وجود وزارة تموين ومفتشي اسعارفي البلاد …تدخل المحل وتبدأ بتعبئة الاكياس المتواجدة في كل مكان بجانب البضاعة …وعندما تصل الى الصندوق تراه يبدا بوضع الاسعار التي يريدها…وفجأة يظهر لك رقما كبيرا عليك دفعه…وتدفعه وانت في قرارة نفسك تعرف انه تم استغلالك ووقعت ضحية تاجر طماع جشع..وهذا ما حدث معي وزوجتي امس عندما دخلنا محلا لبيع الفواكه والخضار في منطقة خلدا واخترنا بعضا من انواع الفواكه فقط ووضعناها في اكياسها وذهبنا الى الصندوق للدفع وكانت المفاجأة الكبرى ان صاحب المحل طلب منا مبلغا كبيرا لايتناسب مع كمية البضاعة التي في اكياسنا…ووقفنا حائرين وعندما سألناه اجابنا دون ان ترمش له عين (هذه هي الاسعار عندنا)…فتبسمنا ودفعنا( وأكلنا المقلب) واتكلنا على الله…
في الدول المتقدمة تكتب الاسعار واضحة على البضاعة وبأمكانك ان تزن البضاعة بنفسك قبل ان تذهب الى الصندوق للدفع…وتحسب بنفسك ثمن بضاعتك وتعرف تماما كم ستدفع وهل يتناسب ذلك مع ميزانيتك اما لا…والاسعار موحدة لكل الزبائن فلا داعي (للمفاصلة) والنقاش…رغم سياسة الاقتصاد الحر ورغم عدم وجود وزارة تموين ومفتشين على الاسعار…وكما قلت الضمائر الحية والاخلاق واحترام ذكاء الزبون تحتل مكان الصدارة في التعامل بين الناس.
بصراحة انا من الناس الذين يتمنون عودة وزارة التموين ومراقبة الاسعار ليس في الاردن فقط بل في كل دولنا العربية…اقولها بكل أسى وحزن وبصوت عال ان بعضنا فقد الضمير والاخلاق واصبحنا لانخاف الا من العقاب والجزاء والقوانين الصارمة…وهنا أسال نفسي مرارا كيف ينام التاجر الجشع عندما يعرف ان سعادته تبنى على حساب الفقراء والمساكين والمحتاجين من ابناء وطنه وامته وشعبة ؟ فلوسهم حرام ومنازلهم حرام وطعامهم حرام…ويبقى الامل فقط بالشرفاء من ابناء وطني من التجار واصحاب المحلات ان يلتزموا بمخافة الله وبالاخلاق الحميدة والضمائر الحية …صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com