بقلم : زهير عبدالقادر /
تقاس ثقافة المجتمعات عادة بعدد المسارح والمعارض والندوات والمحاضرات فيها…ورغم اننا نعيش في مجتمع متعلم ونسبة الامية فيه قليلة جدا الا اننا نفتقر وللاسف الى مسرح يعرض وباستمرار مسرحيات عالمية وعربية ومحلية…نحن بحاجة ماسة الى مسارح راقية تساعد على نشر الثقافة في مجتمعنا المحلي…وقد تعرض احيانا مسرحية هزلية فكاهية في مسرح شعبي متواضع و تستمر اياما وأشهر حتى تولد مسرحية ثانية…وفي الحقيقة هذا لايكفي..نحن نفتقد الى مسرح حديث يشبع حاجاتنا للاطلاع على المسرحيات العالمية او قضاء سهرة جميلة مع معزوفات عالمية في جو من الرقي والحضارة …
حضرت قبل اشهر احدى المسرحيات والتي لاقت شعبية كبيرة بين المواطنين وقد أعجب الجميع بموضوعها واخراجها وتمثيلها…واستمر عرضها ما يقارب العام المسرحية جميلة وهادفة ومسلية…ولكننا بحاجة الى العديد من المسرحيات والتي تعالج مواضيع مختلفة تناسب كل الاذواق، وممثلين مختلفين بمواهب متنوعة…نريد مسرحيات ليس فقط للضحك بل ايضا لتشغيل عقولنا وفكرنا…وحتى نتعود على ثقافة المسرح.
والمعارض الفنية ليست بأفضل من المسرحيات،فعدد فناني الرسم والتخطيط والتصوير قليل جدا ،وتشجيع الفنان في مجتمعنا يكاد ان يكون معدوما…نحن نذهب الى المعارض الفنية لنتفرج على المدعوين للمعرض وحتى نتباهى امام الاخرين اننا نفهم بالفن ولدينا اهتمات فنية…واقولها للحقيقة فقط ان نسبة الذين يزورون المعارض من اجل الاطلاع والتمتع بأعمال الفنان هي نسبة لاتتجاوز 20% والباقي فقط كي يشاهد الناس والناس تشاهده…دعيت مساء امس الى معرض لفنانة عراقية…وددت ان اشاهد فعلا اعمالها لأنني سمعت عنها الكثير من زوجتي واخرين من اصدقائنا …ودخلت القاعة وفوجئت ان قاعة المعرض ما هي الا تجمعات لمجموعات صغيرة وقفت تتبادل الحديث العام والسلام والتحيات والنكات…والاغرب من ذلك وقوف كل مجموعة من هذه المجموعات امام لوحة من لوحات الفنان بحيث يتعذرعلى زائر المعرض رؤية اللوحة بوضوح نظرا لوقوف هذه المجموعات امام اللوحات…وسألت نفسي اليس من الافضل لهؤلاء الناس ان يلتقوا في المقاهي والنوادي والبيوت ليتمكن الزائر من مشاهدة المعرض ؟ اذن نحن امام مشكلة ثقافية .فزيارة المسارح العالمية لها لباسها الانيق الخاص ومراسيمها الجميلة…وحتى المشروبات والمأكولات الخفيفة لا يتناولها الزائر الا في الاستراحة…اما نحن فنذهب بملابس العمل الى المسرح بعد ان نشتري (البوشار والبيبسي كولا وسندويشات مكدونالدز) بكميات هائلة للصغار والكبار…
اما عن الندوات والمحاضرات فحدث ولا حرج فأذا لم تكن المحاضرة لشخصية سياسية او عسكرية معروفة فستبقى القاعة فارغة الا من عشرة رجال ونساء متقاعدين يحضرون كل محاضرة…لا للثقافة والمعرفة بل للخروج من المنزل والتغلب على الفراغ والكآبة .
اتمنى ان تبنى المسارح وتنتشر في بلدي وان يزيد الاحترام والتقدير لأعمال فناني الوطن وان يزيد الحضور على المحاضرات والندوات لما فيها من فائدة للوطن والمواطن …اتمنى … واتمنى …فهل ستتحقق الامنيات ؟….صباح الخير.