عندما يقول رئيس هيئة مكافحة الفساد بان مجلس النواب قد كان بمثابة “محامي الدفاع” عن ملفات الفساد التي اغلقها واعطاها صكوك براءة وان بعض الفاسدين قد جيشوا مراكز قوى لاتهام الهيئة بالانتقائية وان هؤلاء قد حبكوا فسادهم بحشد من الخبراء الماليين والقانونيين والتقنيين لاخفاء معالم فسادهم فان هذا يدعونا لاعادة النظر في كثير من المسلمات وفي سبر الاتهامات والتضليل التي مارستها هذه الجهات لتزييف الارادة الشعبية وذر الرماد في العيون لابقائهم بمنأى عن العقاب والملاحقة التي جعلتهم مطاردين او متوارين او هاربين …!
ما يدعونا للاهتمام ان بينو لم يكن من المعارضة يوما او نائبا يبحث عن شعبية تعيده الى كرسي البرلمان او طامحا بمنصب ما ولكن هذه الشهادة قد جاءت من داخل البيت وقد اضافت المزيد من التأكيدات الى موقف الدكتور عبد الرزاق بني هاني الذي استقال من الهيئة احتجاجا على إقفال الكثير من الملفات والذي اوضح كثيرا من المعطيات التي دفعته للانسحاب على وقع هدر مئات الملايين “بقضايا فساد ما زالت اوراقها محفوظة في الادراج” …
والسؤال هنا ما الذي اوصلنا الى هذه المرحلة..? كثير من الفعاليات ترى بان قانون الصوت الواحد قد جاء حارسا امينا من الاساس لرعاية الفساد والمفسدين وذلك في دعوات باطلة ترى بان “الاسلاميين” سيحصدون الاغلبية في مجلس النواب وبالتالي سيلجأون لتغيير قواعد اللعبة والتحكم بمصائر البلاد والعباد ولكن كيف كانت النتيجة وكيف استطاعت هذه الشعارات ان تحجب خلفها مصالح واغراض قوى متنفذين لم نبصرها الا بعد ضياع مالطا…!
لقد استطاعت هذه القوى وفي ظل هذه المعزوفة الباطلة ان توصلنا الى متاهات عديدة فمن مجالس نواب مزورة الى قوانين مؤقتة شرعنت الفساد وحمت المفسدين وبددت مقدرات البلاد …
لقد ساهمت في اضفاء الشرعية على الالتباسات التي هيأت للصفقات المشبوهة والخصخصة التي اضاعت الثروات الوطنية التي لا يمكن اعتبارها ملكا للحاضر وانما هي عُدة الاجيال واملها والتفريط بها يجعل المستقبل مهددا بالمخاطر…
وهنا لم لا نقول بان الاسلاميين ليسوا الخطر الحقيقي على الوطن فهم احد المكونات الرئيسية للشعب الاردني وهم ليسوا القوى اليسارية والقومية وانما الخطر يأتي من هذا الحزب على الوطن والدولة الاردنية الذي توزعت مهامه بين صالونات سياسية ومتنفذين يريدون تعطيل الحياة في سياقها الطبيعي وان تتوقف الاصلاحات وان تستباح المحرمات بما يضمن بقاء مصالحها وتوريثها للابناء والاقارب والمحاسيب ولو ادى ذلك الى اثارة النعرات والعصبيات وتشكيل المافيات وتخريب الحاضر والمستقبل شعارها “فلا صلحت هند لذي خلة بعدي”.