كامل النصيرات
يحق للمواطن الأردني أن ( يبرطع) في الاتجاهات ..فهو إن ذهب يميناً ارتطم بعشرين وزيراً ..وإن اتكأ على الشمال فإنه يتكئ على شي حوالي خمسين معالي ..و إن شرّقت معه الأمور فإن لديه كمشة لا بأس بها من الوزراء السابقين و الحاليين ..و إن غرّب قليلاً فلا بدّ له أن يستأنس برؤية كل أشكال الوزراء على مختلف ألوانهم و مشاربهم و مآكلهم ..و إن نظر للأعلى فإن نظره لا بد أن يتدحرج ليصل إلى ثلاث أربع رؤوساء وزارات ..و إن خفض المواطن نظره للأدنى من أجل الخشوع ليس إلا ؛ فكمشة أخرى من كبار الكبار تكون تحت عينيه ..!
هذا المواطن المُحاط بالوزراء ..و المُحاك من وجود المسؤولين الكبار ؛ لا يحق له أن يتذمّر ..لأنه يأخذ نصيبه من الدنيا بهذا الكمّ الهائل من أصحاب المعالي ..أعطوني مواطناً غير المواطن الأردني يفرك عينيه فيرى وزيراً ..ينام على رؤية وزير ..يتنكّد فيتصل بوزير ..يضحك فيعزم وزيراً ..يمشي في الشوارع فيصطدم كتفه بوزير ..!!
أيها المواطن ..لا تزوّدها كثيراً ..فأنت و إن كنت لست بالمعالي و لكنك لا تنكر بأنك تعيش بوسط ( المعالي ) ..وداري على شمعتك تقيد ..بلاش بكرة يتفق كل أصحاب المعالي على مغادرة البلد و تجد نفسك في ليلة ليلاء بلا معالي ..!
من يرى منكم وزيراً فليحمد الله و يصلّ ركعتين شكراً لله ..!