هو موسم الرحلات إلى الجبال والغابات، ويحزننا أنّ غاباتنا تتناقص سنة بعد أخرى، مع أنّ عدد سكاننا يتكاثرون ويتكاثرون، وزيارة في يوم جمعة إلى موقع تنزّه ستعطينا فكرة عن يوم الحشر، فالناس تكاد تجلس فوق بعضها البعض بحثاً عن هواء نظيف عليل!.
وتقوم وزارة الزراعة بحملات توعية متنوّعة، وتنصح المزارعين بغرس الأشجار في هذه الأيام للاستفادة من موسم الأمطار، وتقدّم لهم أحسن وسائل قطف الزيتون، وهي مشكورة على كلّ ذلك وغيره أيضاً، ولكنّها لا تبادر إلى حملة تشجير الأردن الذي يتمّ الاعتداء على غاباته القليلة يومياً، فتتقلّص مساحات الشجر لتزيد مساحات الحجر والرمل.
وما زال الأردنيون يتذكّرون حتى اليوم حملات المرحوم وصفي التل لتشجير البلاد، وهناك غابة على طريق الشمال تحمل اسمه، وهناك الكثير غيرها كان طلاب المدارس يحصلون على خمسة قروش مقابل زراعتهم الأشجار على الجبال الجرداء، وهي تمثّل الآن حصّتنا القليلة من الغابات.
ولا شيء يمنع من تكرار المسألة ولو بعد أربعين عاماً، وستكون فرصة للطلاب أن يتعرّفوا على بلادهم حين يتوزّعون على أنحاء الأردن، ويملأونها بالأشجار مقابل مبالغ زهيدة، ولا نأتي بذلك الاقتراح أمراً جديداً، ففي يوم كان الشعار الذي أطلقه الراحل الملك الحسين: “أردن أخضر.. عام ألفين” وقد شاء القدر أن يلاقي ربّه قبل تلك السنة بعام واحد، ولكنّ الأردن يزداد اصفرارا وسط لا مبالاة من الجميع.
وتتطلب المبادرة قليلاً من الجرأة، ولا شيء غيرها، وفي قناعتنا أنّ تنسيقاً بين وزارتي الزراعة والتربية يمكن أن يصنع المعجزات بهذا الشأن، ومن شأن حملة كالتي نقصد أن تجعلنا نطبّق الشعار المسكين خلال عشر سنوات ونرى أنّ جبالنا تحوّلت إلى غابات، وهي دعوة نتمنّى أن تلاقي صدى لدى الوزارتين.
باسم سكجها – الدستور