ماذا لو فشلت مبادرة كوفي أنان ازاء الوضع في سورية؟! ما الذي سيترتب على السوريين، وعلى الأميركيين تحديدا وعلى البقية الباقية المنخرطة سواء في الدفاع عن النظام السوري او تلك الذاهبة في اتجاه المزيد من عدائه.
السؤال منطقي، والعالم المشغول بالأزمة في سوريا بات معظمه صامتا وأكثره مجرد شاهد في مؤتمر عريض كمؤتمر اسطنبول او رافع لليد في الجمعية العامة للأمم المتحدة، اما الدول الاكثر احتكاكا بتلك الأزمة فمازالت على حالها: الولايات المتحدة والحلف الاطلسي بما فيه تركيا وبعض العرب المعروفين. هؤلاء جميعا لايضمرون الخير لسورية، ولا يجدون غضاضة في التعبير عن موقفهم، بل انهم أكثر علانية في مايشبه الحرب عليها، وفي مايشبه النزاع المباشر بينهم وبينها، ولكن بأدوات محلية سورية اضافة الى عناصر من تشيكلات عربية وغربية مختلفة.
الصحافة الأميركية تكتب منذ مدة عن هذا الموضوع الحساس، وتكاد جميعها تنعي مبادرة أنان دون التفتيش عن بديل، مع انها تدعي ان الأميركي باشر البحث عنه، اضافة الى اعتماده مساحة جديدة من موضوع تدخله العسكري المباشر في تلك الأزمة التي يراد لها الاستمرار طويلا تحت الرأي القائل بأن النظام سيتعب في النهاية وقد يساوم بحثا عن مخرج، او ربما تحمل بعض المفاجآت الداخلية الى تنحيته. رهان لم يثبت صدقيته خلال شهور الأزمة، وفي أصعب مراحلها لم يتحقق مبتغى اللاعبين المشار اليهم، بل ان العكس قد حصل، وخرجت سورية حتى الآن اكثر تجانسا، وهي تمضي لتحقيق صورتها الداخلية القادمة ضمن برامج عريضة لاتوحي فقط بالاصلاح المنشود، بل بتجاوزه الى الحد الذي يجعل من سورية دولة عصرية متقدمة ونموذجية.
من الواضح ان الهاجمين على سورية ينطلقون اليوم ومجددا من خلال الفكرة القائلة بأنه لو تحقق إنهاء الأزمة خلال المراقبين العرب، فلن نحتاج الى مراقبين دوليين لن يستطيع عددهم القليل وحتى لو تجاوزوه بالف من صناعة السلام في بلد لايريد اللاعبون الكبار صناعته في هذا التوقيت بالذات وعلى حساب ورطتهم التي ان لم تؤد الى اسقاط النظام السوري ستكون احراجا لهم قد يخرج بعضهم من صورة المنطقة، وسيجعل خطة تركيا التي تسعى لأن تقود مايسمى الشرق الاوسط الجديد الى الانكفاء بحثا عن اوضاعها الداخلية ليس الا.
مهما كانت الاشارات باتجاه خطة انان، والتقول بعثراتها، فهي العنوان الواضح لتمضية الوقت بالنسبة للاعبين بالأزمة، في وقت يعول السوريون على ان يكون الانتقال من الخطة فيما لو فشلت الى بديل يعمل على تقطيع الوقت ايضا. اللاعبون والنظام يراهنان على الوقت وكل منهما يبني خططته لما بعد أنان ..!.