في الأخبار أن الصين تعهدت بوقف عمليات تقليد الماركات الشهيرة, وفي التطبيق العملي لذلك التعهد سنكون أمام موجات من”حمّة البال” على مستوى شعبي, وربما لن يسعد بذلك سوى المشتغلين والمهتمين بالمواصفات والمقاييس.
يحب الواحد منا أن يعود الى بيته بسلعة شبيهة بالسلعة الغالية ما دام غير قادر على شراء هذه الأخيرة, وفي ذلك بعض التعويض عن “قلة الحيلة” تلك. والناس عموماً “لا يحذرون” التقليد, ليس بسبب قلة الحذر لديهم, لكن أساساً بسبب التكلفة الاضافية غير المقدور عليها لهذا الحذر.
يشتري الرجل غرضاً ويعود فرحاً وقد حصل على “صيدة” نظراً لمهارته في الشراء ولكونه “باخِن” في السوق, ويسرع الى “تحزير” معارفه وأصدقائه عن السعر الذي اشترى به ذلك الغرض, وسوف يصر عليهم أن يقولوا رقماً, لكي يفاجئهم بعد قليل بالرقم الحقيقي.
مَنْ يعوّض الناس عن تلك المتع? مَنْ يعوّض الزوج الذي عاد لبيته بزجاجة عطر تمت تعبئتها أمام عينيه في سقف السيل وقيل له أنها “فرنسية أصلية” ورغب هو أن يصدّق ذلك ويكذّب عينيه?
الطامة الكبرى ستقع إذا انتشرت ثقافة المواصفات بين الزوجات, فحينها سينقسم الأزواج الى صنفين: الأول يشتري حسب المواصفات والثاني يشتري خارج المواصفات, وسنجد أنفسنا أمام صنف خاص من “المعايرة” النسائية… “جوزي ما بشتري غير على المواصفة” ! .
ahmadabukhalil@hotmail.com