الاصلاح نيوز
كرّم وزير الثقافة د. صلاح جرار يوم أمس في مبنى المكتبة الوطنية مجموعة من دور النشر الأردنية وذلك بمناسبة اليـوم العالمي للكتاب وحقوق الملكية الفكرية.
وقال مدير المكتبة الوطنية، محمد العبادي في كلمة القاها في حفل التكريم الذي حضره عدد من دور النشر الأردنية وعرضت على هامشه مجموعة من إصدارات دور النشر لدى المكتبة:»
أن المكتبة الوطنية ذاكرة الوطن، وهي التي تحمل على عاتقها أن تحتفي مع دور النشر الوطنية والملتزمة بمناسبة ثقافية عالمية، هي اليـــوم العالمي للكتاب وحقوق الملكية الفكرية.
واضاف العبادي: «وانه ومنذ عام 1996 جرت العادة أن تحتفل دول العالم كلاً على طريقتها في مثل هذا اليوم ، وقد انبثقت فكرة الاحتفال برعاية من المنظمة العالمية « اليونسكو « ، وانطلقت من مدينة كتالونيا الإسبانية ، حيث جرت العادة في هذه المدينة أن تقوم دور النشر بإهداء وردة لكل من يشتري كتاباً في هذا اليوم ، وما زالت هذه العادة جارية ليومنا هذا .
وزاد العبادي: أن المكتبة الوطنية الذراع التوثيقي للوطن يحتفي بناشرين ومؤلفين ومعلمين وأمناء للمكتبات العامة والخاصة وكل أركان الحركة الثقافية ، خاصة أن الكتاب أقدم وأقوى مصادر الثقافة ، وبه ومعه نستطيع بناء إنسان مثقف واع ونحن أمة لدينا إرث إنساني وحضاري في تقدير الكتاب والعلم والعلماء . وما أحوجنا في هذه الظروف أن نتصالح مع الكتاب ونتصالح مع تراثنا العربي الذي قدّر وأجل أهمية الكتاب والمكتبات.
وأشار العبادي إلى إن المكتبة الوطنية تدرك أهمية هذا اليوم ورمزيته في تعظيم دور الكتاب والأدباء ودوركم أنتم دور النشر في صناعة الكتاب وتقديمه بأحسن حال للقارئ وتشجيعه على الإقبال عليه وبخاصة كتب الأطفال والتي تحتاج إلى ذوق راق وفن رفيع .
وتحدث العبادي عن أن منظمة « اليونسكو « ركزت باحتفالها هذا العام على الترجمة (الفهرس والترجمات) ودعت إلى توفير قاعدة بيانات لها ، وحثت المكتبات الوطنية على توفيرها . ومن خلال البحث في هذه القاعدة التي ضمت نصف مليون مؤلف ، وثمانية وسبعين دار نشر شملت ( 148 ) مائة وثمانية وأربعين بلداً ، أظهرت بأن اللغات الإسبانية والألمانية والفرنسية من اللغات التي ترجمت إليها معظم الكتب ، واحتلت اللغة الإنجليزية المركز الرابع ، وجاءت اللغة الصينية بالمركز السادس عشر واللغة العربية السابع عشر .
وتحدث مدير دار عالم الكتب بلال عبيدات عن أهمية الاحتفال بهذه المناسبة والتي أسهمت في إعادة الالق للكتاب والتوثيق، مشيرا إلى أهمية التصنيف الذي تقدمه المكتبة الوطنية والذي يسهم في توثيق الكتاب ويسهل التعامل مع المؤلف من خارج البلاد والذي يوجد حالة من الثقة بالناشر الأردني.
من جانبه أشاد مدير دار المنهل خالد البلبيسي، باللفتة الكريمة من جهة المكتبة الوطنية والتي أسهمت في إعادة تجذير وبناء العلاقة مع دور النشر الأردنية حيث احتضنت عددا من دور النشر الأردنية وكرمتها في هذا اليوم العالمي للكتاب والمؤلف.
وزاد البلبيسي أن هذا التكريم يؤطر لعلاقة تكاملية مع المكتبة الوطنية والتي هي من أهم اذرع وزارة الثقافة لأنها تمثل البعد التوثيقي المهم والذي ستحكم عليه الأجيال القادمة، إضافة إلى حملها ملفا مهما وهو ملف حماية حقوق المؤلف والذي تتابعه المكتبة بحرص وفهم لحيثيات هذا القانون ومتابعة أشكال القرصنة الذي يحفظ للمؤلف حقه.
وفي نهاية الاحتفال الذي قدمته الإعلامية دانا أبو سمرة كرم الوزير بلال عبيدات من دار عالم الكتب الحديث ، ومحمد أبو فارس من دار الصفاء، وخالد البلبيسي من دار المنهل، والياس فركوح من دار أزمنة.
.. وتنظم حملة لإهداء الكتاب
،تقوم وزارة الثقافة وضمن برامجها وخططها الرامية إلى توزيع أمثل للكتاب، ومن أجل تشجيع القراءة وإعادة الكتاب إلى مكانته في صدارة الأولويات اليومية، باعتباره المصدر الأساسي للمعرفة والثقافة، والركيزة الأساس في بناء المنظومة القيمية والمنظور الجمالي، بنشر الكتاب ودعم نشره بالإضافة إلى قيامها بشراء الكتب من مؤلفيها غير المدعومة من قبل الوزارة.
وقال مدير الدراسات والنشر الروائي هزاع البراري: أن وزارة الثقافة كأكبر جهة نشر محلية، تنهض بأعباء إدامة دعم الكاتب الأردني وصناعة الكتاب، وتفعيل الشركات مع المؤسسات ذات الصلة كاتحاد الناشرين الأردنيين وجمعية المكتبات ومؤسسة شومان وأمانة عمان والجامعات والمعاهد الأردنية وغيرها، بغية تحسين واقع القراءة والارتقاء بنوعية، نظراً لتراجع معدلات القراءة لدى الإنسان العربي وانحدار نوعية المادة المستهدفة في القراءة، جاءت برامج النشر من خلال السلاسل المختلفة ضمن آلية التقييم الدقيقة، غنية بالتنوع والتجديد كسلاسل: كتاب الشهر وإبداعات والتفرغ الإبداعي وكتاب الطفل والكتاب الأول بالإضافة لمجلات الوزارة أفكار ووسام وفنون، كما أن برامج نشر المدن الثقافية قد أسهمت كثير في تنشيط الكتابة والقراءة في المدن والأطراف، فانعكس ذلك كله في تحقيق الهدف المنشود.
وأضاف البراري: أن ما حققه مشروع مكتبة الأسرة من نجاح لافت ترسخ عبر الدورات المتلاحقة، ساعد بعودة الكتاب ليكون مكون مهم من مكونات البيت، لتعود القراءة لسابق عهدها، في ظل المنافسة الشرسة التي تواجهها هذه الأيام، فقد نجحت الوزارة في مواجهة ارتفاع أسعار الكتب، من خلال تقديمها كتباً على سوية عالية فكرياً ومن حيث الصناعة لتباع بأسعار رمزية، في حين وصلت إهداءات الكتب من خلال الوزارة إلى أرقام كبيرة، وانتشرت هذه الإهداءات على طول البلاد وعرضها، فلقد تم خلال الفترة السابقة إهداء ما مجموعه ( 68450 ) كتاباً استفادت منها (500) مؤسسة رسمية وأهلية وهيئات ثقافية، كالمداس والجامعات والأحزاب والمساجد والبلديات والملتقيات والأندية الثقافية والقوات المسلحة والأمن العام وقات الدرك ومراكز الإصلاح والمؤسسات الإعلامية وغيره، على مستوى الإهداء للأفراد فقد تم إهداء ما يزيد عن سبعين فرداً من الأكاديميين والكتاب والإعلاميين والقراء.
وأكد البراري أن الوزارة رغم شح الإمكانيات المادية والنقص في الكوادر البشرية، ماضية في نهجها الهادف إلى إيصال الكتاب للقارئ أينما كان، ومن أجل خلق ثقافة جماهير قادرة على التأثير من أجل إحداث التغيير المطلوب، منصرين لقيم الحق والجمال والفكر المستنير، داعية المؤسسات الاقتصادية لدعم وزارة الثقافة لتمكينها من تطوير وتوسيع برامجها في هذا المجال.