ترجمة كلمة مراقب أنه من يتابع الحركة الخارجية لما يحيط به دون اي تدخل من جانبه لاحقا .. هو من لا تنطبق عليه الحكمة القائلة ” إن من راقب الناس مات هما”، بل ان الناس هم من سيراقبون سير عمله الذي يحتم عليه ان يكون حياديا، وغير تابع سوى لمشورة من هم أعلى، أي وصولا الى مجلس الأن، وعليه، يصبح المراقب دالة على واقع او حالة او حدث، وعليه تقوم المعايير اللاحقة التي يريد ان يشهد لها العالم بأسره.
مدة المراقبين في سوريا تسعون يوما، ويفترض بعملهم أن يقوم على ايقاع هادئ، بمعنى أن يتخلل حركتهم وقف تام للنار وعدم ظهور مسلحين وخلافه. ستكون مهمتهم الصعبة شبيهة بما قام به المراقبون العرب من قبل والذين فاجأوا البعض بتقاريرهم التي قدمت خدمات جليلة للنظام السوري وقدمت معلومات تحمل المسلحين مسؤولية كبرى.
هل يعلم المراقبون أن من حق النظام، أي نظام في العالم، ألا تلام قواته المسلحة أن هي ظهرت في الشوارع وفي الأماكن الحساسة وفي المناطق الخطرة والاستراتيجية .. هي ليست قوى ارهابية خارجة على القانون، هي من صلب النظام وأبناء بررة للشعب، بل هي العمود الفقري للحياة الانسانية في هذا البلد أو ذاك، وهذه الحالة تستدعي أن يكون لها الحق في ما تكون عليه كي لا تسمح للارهاب بالعودة الى مقرات تم اخراجه منها .. من حق الدولة ان تضع جيشها أينما يحق لها وفي التوقيت الذي تراه مناسبا، ومن حقها ايضا ان تحرك قطاعاتها ساعة تشاء وفي اي اتجاه كان، فهي قواها الحية التي تدافع عن الوطن سواء في الداخل او الخارج، وهي في الوقت نفسه لم تستأجر قواتها.
لاشك أن المسلحين هم ابناء الوطن ايضا، مثلما كانوا قبل حالة التمرد عليه، لكنهم الآن في وضع مريب يفترض من المراقبين ان يسلطوا الضوء عليهم باعتبارهم خارجين على القانون، وهم أصل المشكلة، بل هم السبب الذي دفع السلطة السورية الى تحريك قواها الأمنية دفاعا عن الوطن والناس وعن شعبها وعن مؤسساتها وعن حاضرها ومستقبلها. واذا سمحنا لأنفسنا بالتدقيق أكثر، فان جزءا مهما من عمل المراقبين يجب تركيزه على ما خلف المشهد الذي يتحرك فيه المسلحون، اي على مناطق الدعم والمطالبة بتجفيفها لأنها السبب في تسعير النشاط الارهابي وفي زيادة دوره وفي حراكه الذي يطول كلما زاد حجم ذلك الدعم. يعرف المراقبون سلفا طبيعة الواقع القائم، وعليهم بالتالي الاعتراف بان ثمة مسلحين يقتلون ويهاجمون قوى النظام والشعب، وثمة من هم وراءهم وهم الأساس.