،مرة اخرى يكرر موشيه ارينز وزير دفاع اسرائيل الاسبق المنطق التوراتي حول ارض اسرائيل ، وضمن هذا المنطق فانه يتذكر وعد بلفور ومؤامرة تشرتشل وشرعية عصبة الامم ، واحتلال الملك عبدالله، الاول ل “يهودا والسامرة واورشليم “، ويقسم غير اليهود في “ارض اسرائيل ” ما بين فلسطينيين وبدو ، فالمملكة الاردنية ،كما يقول قامت على جزء من ارض اسرائيل تكرم به تشرتشل على عبدالله ثم قام عبدالله باحتلال اراض اسرائيلية اخرى وضمها الى مملكته، خلافا لوعد بلفور ومقررات عصبة الامم ، والان ،برأيه تبدو المطالبة بدولة فلسطينية في” يهودا والسامرة” مطالبة بدولة فلسطينية ثانية ، لان المملكة الاردنية هي دولة الفلسطينيين الذي يشكلون اغلبية سكانها اما باقي السكان فهم بدو ، ويضيف انه اذا اعتبرنا البدو في اسرائيل فلسطينيين فان ذلك يعني ان كل سكان الاردن فلسطينيون .
منطق ديني يعرف ايرنز ان لدينا منطقا دينيا اخر لمواجهته وسحقه ، كما ان لدينا، منطقا تاريخيا ايضا، يدحضه ، وقد نستدعي كدفعة اولى ميشع والانباط، وتدمر وميسون وزنوبيا ووضحا ، ولدينا مستودعات تاريخية اخرى لم تفتح نهائيا حتى الان ، لذلك على ايرنز وقادة اسرائيل ان يحسموا امرهم ، فاما ان يكون الصراع بيننا سياسيا وقانونيا استنادا لما يسمى الشرعية الدولية ،، واما ان يكون الصراع مفتوحا بالكامل ليشمل الدين والتاريخ وعلم الاجتماع وعلم الاجناس وعلم الاخلاق، والسلاح ،وكل شيء ،بما في ذلك الخرافات والاوهام والاساطير ، وفي هذه الحالة المفتوحة لا يهمنا نحن ان نخسر حربا او مجموعة حروب فلطالما جربنا الخسارة وجربنا النصر في تاريخنا الاطول من اي تاريخ اخر، لكن دولة اسرائيل كما يعرف ايرنزلا تتحمل خسارة حرب واحدة .
ارينز وزير دفاع سابق لاسرائيل وهو يعرف ان حزب الله في لبنان اطلق 250 صاروخا على اسرائيل في اليوم الاخير فقط من حرب 2006 ، فهل يتحمل تجربة جديدة من الشرق ، نحن البدو في الاردن او الفلسطينيين نتحمل خسائر كثيرة في قضايا سخيفة احيانا ، فما بالك في قضية تخص وجودنا ، ولطالما تحملنا موت احبتنا في حوادث سير لا مبرر لها او احداث فساد جانبية ، وكنا قادرين في كل الظروف على الاستمرار بالايمان بالله ، اما انتم فلا تتحملون ابدا ، نحن نعرف هشاشة بنيتكم، الوجدانية التي تغطون عليها بالاستخدام الجنوني لقوة الطائرات والمدافع والدبابات ،والصواريخ ، لا بد انك يا سعادة الوزير تعرف قوة الدبابة ميركافا وماذا جرى لها في غزة او في جنوب لبنان ، ولا بد انك تعرف ماذا انجزت الطائرات ،التي لا ترى والصواريخ العابرة للقارات في العراق وافغانستان ، حسنا ، طالبان قد توافق اخيرا على التفاوض بعد واسطات السعودية ، وعشائر الانبار اوقفت اطلاق النار تكتيكيا لمواجهة خطر اخر ، هل خرجتم باستنتاجات معينة !!.
السيد ايرنز: حتى وعد بلفور الذي هو اساس وجود اسرائيل ،، لا يبيح لك ان تطرد الناس من ارضهم بل ينص على حفظ حقوق كل الناس في “وطنكم القومي ،الممنوح لكم من بريطانيا التي تحتل حتى الان جزر الفوكلاند الارجنتينية” متذرعة بانها واجهة عشائرية لها على الجانب الاخر من المحيط، ، فالمشكلة مشكلتكم انتم والازمة ازمتكم انتم ، فالفلسطينيون لا يبحثون عن اية دولة في اي مكان ،الفلسطينيون والبدو لهم حقوق في بلادهم التي تحتلونها بقوة السلاح ، فاستمروا باستخدام السلاح ان شئتم ، لكننا نعرف انكم لا تنامون ابدا على جبهتنا رغم انها هادئة تماما وساكنة ورغم ان بيننا معاهدة سلام وتعاون .
ننصحكم باغتنام الفرصة فلن يجود عليكم الزمان ابدا بعرب مثل هؤلاء العرب ،الذين يفاوضونكم الان ،، لن تجدوا احسن من محمود عباس ولا احسن من ناصر جودة ولا احسن من مبادرة خادم الحرمين الشريفين ، فان لم تقبلوا ولن تقبلوا ، فانه صراعنا المفتوح معكم الذي نعرف كل تفاصيله منذ ما قبل وعد نابليون وليس بلفور فقط، اما بخصوص البدو فهم، ايها الفلاح اللتواني المتمدن في لوس انجلس ،يؤمنون بان السماء ثابتة والافلاك تدور قبل عصر النهضة ، ولدى محاربيكم القدامى خبرة معهم في حي مشيرم.
كانت المعركة في مشيرم بالسلاح الابيض ، احد جنودكم توسل لاحد جنودنا بجاه محمد ، فاجابه جندينا ببساطة معقدة بأن محمد هو الذي ارسلني اليك ، مع ذلك لن نبذل جهدا اكبر لاقناعكم ، فالموجة السكانية التي لا ترد تهددكم انتم ، ونحن هنا اردنيون او فلسطينيون او عرب او مسيحيون او بدو او سوريون او ما تريد نعرف اننا كنا دائما هنا بدون انقطاع ، وبلادنا متحف طبيعي لجماجم غزاة من شتى الاصول والمنابت يونايين ورومان وبيزنطيين و فرس وتتر وصليبيين واخيرا وليس اخرا انتم ايها الاسرائيليون!!