منذ وجد الإنسان على الأرض وجد الظلم، واتّخذ أشكالا عدة، فتعددت ضحاياه،، واختلفت قدرة الناس على احتماله، مثلما اختلفت سبل مقاومته والوقوف في وجهه، واختلف تبعا لذلك عدد ضحاياه.
سبل المقاومة ورفض الظلم وضعها الله في أضعف خلقه، ولقد أدرك الإنسان في مرحلة مبكرة من تاريخه أن تفادي الاصطدام برموز الظلم والغطرسة لا يحقق الأمان بل يؤدي إلى مزيد من الحرمان الذي قد يصل إلى الحقوق الأساسية في الحياة التي لا تستقيم الحياة بدونها، مثل حق الاختيار بكل أبعاده وحق التعبير عن الذات وعن الرأي وحق الحركة وغيرها من الحقوق المهمة.
،وتحفظ القوانين عادة ـ إذا كانت عادلة ـ حقوق الناس وتحمي الأفراد والمجتمعات من الغطرسة والإفراط في حب السلطة.
وفي ظل استشراء الظلم، والتّعدي على حقوق الناس نتيجة تعطيل القوانين، تتحول المقاومة إلى قيمة يحركها نزوع الناس نحو عالم أكثر عدالة وأمنا وإنسانية.وغالبا ما تنتصر إرادة المقاومة على غطرسة القوة مهما تسلحت الأخيرة بالعدة والعتاد. ،
من هنا بالذات نشأت فكرة الإصلاح، ليس بوصفها خيارا فحسب بل وضرورة لاستعادة التوازن وإقامة العدل. وكبديل أيضا عن الصراع الذي يدمر المنجزات ويعمق المعاناة. غير أن الإصلاح كحركة ينبغي أن تتكون له رؤية واضحة تتغلغل في النسيج الاجتماعي، وتتبلور في أذهان الناس كي يتمكنوا من المشاركة فيه.
مثل أن نعد الناس مثلا بإحلال معايير الكفاءة والانجاز محل الواسطة فنلمس بعد مدة ذلك ولا نسمع عن تجاوزات، ومثل أن نعد الناس بمحاربة الفساد، فيلمس الناس ذلك وتسير الأمور دون مآخذ كبيرة أو تجاوزات.
ويجد الظلمة عادة من يقدم لهم العون أو يقوم بحمايتهم ويحرص على إنجاحهم في مقابل المظلومين في المجتمعات التي لا تتوافر فيها الحماية الكافية لأفرادها العاديين ممن لا يملكون سلطة أو قوة.
الظلم آفة لا تقتصر على الأفراد وإنما قد يتجاوز ضررها إلى المجتمع، ورفضه، ضرورة من أجل أن تستقيم الحياة.،