زهير عبد القادرعلى متن الطائرة…وفي كثير من الفنادق والمطاعم وفي النوادي والمقاهي الكبرى …تجد استمارة جميلة تطلب منك بلطف الاجابة على بعض الأسئلة التي تدور مثلا حول خدمات شركة الطيران وسهولة عملية الحجز والخدمة على متن الطائرة وراحة المقاعد ونوعية الطعام وهكذا…ونفس الاستمارة تجدها ايضا في كل فندق ومطعم ونادي ومقهى طبعا باختلاف الاسئلة ولكن الهدف واحد وهو اشعار الزائر او المسافر او العضو ان الشركة او الفندق او المطعم في خدمته ويعمل على راحته…واحيانا نرى ايضا في بعض المؤسسات او الدوائر او المحلات التجارية صناديق شكاوى للمواطنين…نعم وفي اغلب الاحيان يعبء المسافرون على متن الطائرات ونزلاء الفنادق هذه الاستمارات ويكتبون اقتراحاتهم وملاحظاتهم…وغالبا ما يتقدم بعض المواطنين بشكواهم عن طريق وضعها في صناديق الشكاوى والاقتراحات…والسؤال هنا …ماذا بعد ذلك ؟…الجواب… يأتيكم سريعا من المضيفة او الجرسون او موظف الاستقبال بطريقة لطيفة مرفقة بابتسامة…شكرا لكم…وبعد ذلك سلامتكم لايتغيرشيئا…وكأن هذه الاستمارات وتعبأتها وجمعها والصناديق وتفريغها مسرحية علاقات عامة لاتسمن ولا تغني من جوع …
تقدمت امس بشكوى للمسؤول عن احد المخابز بسبب عثورنا على شعرة طويلة في الرغيف…فابتسم وقال لي حرفيا:شكرا لك بس احنا نهتم دائما بالنظافة…نحن نشكرك على اخبارنا بذلك…وذهب بعيدا…نظرت الى زوجتي ووجدتها غارقة بالضحك فسألتها عن سبب ضحكها او انني قمت بشيء مضحك في طرحي الشكوى فقالت : لا بل تذكرت الان جارنا المهندس مازن عندما وجد مسمارا في رغيف الخبز وعندما شكا للمسؤول عن ذلك …عرض عليه رغيفا جديدا بدلا من الرغيف (ابو المسمار)…فعرفت ان الامر فعلا مضحك…وحمدت الله ان صاحبنا لم يعرض علي رغيفا بدل (ابو الشعر)….وبدأت اسأل نفسي عن دور وزارة الصحة ونوعية التفتيش على هذه المخابز وجديته؟ وهل هناك مراكز تتقبل شكاوي المواطنين وتأخدها مأخد الجد وتتعامل معها بدقة…فلا يعقل ان يجد المواطن مسمارا في رغيفه.
سمعت ان هناك بعض البقالات الصغيرة تبيع مواد غذائية منتهية مدة صلاحيتها…فاذا كان هذا الكلام صحيحا فيعتبر ذلك تقصيرا من جهات المراقبة الصحية .
وعودة الى ملاحظات ومقترحات وشكاوى المواطنين…فلا الملاحظات يؤخد بها ولا المقترحات تدرس امكانيات تنفيذها ولا حتى الشكاوى ينظر بها …
تماما عندما ننتقد نحن معشر الكتاب الاعلاميين مؤسسة ما او دائرة ما ونشير الى مواقع الخطأ او الخلل او المعاملة السيئة للمواطن فيها…لا نسمع جوابا من احد…ولا يتغير شيئا …
نحن في الاردن نريد الاصلاح في كل شيء…نريد التقدم والتطور والازدهار…نريد البناء والاعمار واللحاق بالمجتمعات المتطورة…وهذا لايمكن ان يتحقق الا اذا اعترفنا بالخطا وقمنا بأصلاحه واذا احترمنا النقد البناء والرأي والرأي الاخر…وعملنا باقتراحات وملاحظات مواطنينا وبدأنا بجدية بحل مشاكلهم …والا فسنبقى في مكاننا…ننتظر مساعدات الدول الشقيقة والصديقة (وخلص)…صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com