أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في JO1R FORUM | منتديات شباب و صبايا الأردن، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

ما الذي يجري في الطفيلة!!!!!

الإصلاح نيوز- كتب : سامح المحاريق/ عاشت الطفيلة في مطلع القرن العشرين واقعا صعبا، فمن ناحية تضافرت الهجمات التي يشنها البدو على أراضي الطفيلة وما توقع



16-04-2012 01:50 مساءً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 22-12-2011
رقم العضوية : 48,213
المشاركات : 8,783
الجنس :
قوة السمعة : 429,526,866
الإصلاح نيوز- كتب : سامح المحاريق/

الطفيلة-300x180عاشت الطفيلة في مطلع القرن العشرين واقعا صعبا، فمن ناحية تضافرت الهجمات التي يشنها البدو على أراضي الطفيلة وما توقعه من ضحايا وخسائر، مع الاستبداد العثملي في أشرس صوره، وذلك بسبب موقع الطفيلة القريب من الجزيرة العربية والرغبة الدائمة في الاحتفاظ بحامية مناسبة لمجابهة أي هجمات قادمة من البادية، وكان الجنود المرابطون في الطفيلة وجوارها في معظمهم من الدرجة الثانية أو الثالثة من صفوف الجيش العثماني، دون تعليم، مراهقون، لا يمتلكون أي رادع من قيم أو تقاليد، الجنود الأرقى تأهيلا وتعليما كانوا يدفعون إلى الجبهات الأوروبية لمواجهة جيوش،،نظامية متقدمة، وبين مطرقة الغزو القبائلي وسندان العسكر العثملي، كان الفقر والعوز يستكمل حصار الطفيلة ويضيق على أهلها، فكان تحصيل الرزق يتطلب السفر إلى الموانئ الفلسطينية حيث كان يفصل أبناء الطفيلة عنها طرقات صعبة ووعرة هبوطا نحو البحر الميت ومن ثم صعودا إلى جبل الخليل وما يستتبع ذلك من مخاطر الوقوع في مكامن قطاع الطرق الذين يسلبون المرتحلين جيئة وذهابا أموالهم في الأحوال الاعتيادية، وحياتهم في حالات المقاومة.
،
الواقع الجغرافي للطفيلة كان يضعها في مواجهة مخاطر كثيرة ومتنوعة، وكانت الطفيلة تمثل تجمعا حضريا مستهدفا من بيئة القفر المحيطة به، وكذلك كانت زردات العمود الفقري للحياة في الأردن الممتد من أم قيس تجاه العقبة، وبحسب عدنان أبو عودة فإن الأردنيين لجأوا إلى الأسماء التي تدل على الجمع (…..ـات) أو (…..ين) لتشكيل حالة غير واعية من المقاومة تجاه المعادلة الصعبة التي تحيط بهم،وبالتالي استطاعت العشائر أن تطور قانونا خاصا يحكم حياتها وعلاقاتها فيما بينها، يختلف إلى حد كبير عن طبيعة العلاقات القائمة في المجتمع البدوي الصميم، بمعنى المجتمع (الأعرابي)، وهو المجتمع الذي أسهمت الدولة في الأردن إلى نقله تجاه مفهوم جديد من البداوة مرتبط ببنية ذهنية مختلفة، ولذلك تختلف القبائل الأردنية البدوية عن غيرها في منطقة النقب وسيناء أو بادية الشام، فهي مندمجة في المجتمع، متواشجة معه، ولا تعاني العزلة، فلا يرتبط في الأردن البدوي بلفظ (قبيلي) أو أي معنى سلبي لمجرد انتسابه للبداوة كما يحدث في الكويت ومصر وفلسطين أيضا.
،
s-mahareqسامح المحاريق



لتوضيح مفهوم البنية العشائرية الأردنية علينا أن ننظر إلى الضفة الغربية بغية المقارنة، فمع تشابه أنماط الإنتاج بين الضفتين، إلا أن الضفة الغربية كانت محمية من الشرق بالمدن الأردنية (كانت كذلك منذ العصر الروماني، فمدن الديكابوليس، هي مدن تشبه القواعد العسكرية لحماية شرق المتوسط)، وكذلك يحصلون على حماية المدن الساحلية وأي قوة تسيطر على هذه المدن سواء كانت رومانية، صليبية، أيوبية، عثمانية…، وبالتالي لم يتعايش أهالي الضفة الغربية مع خطر الغزو، وأمكنهم العمل على بناء الحد الأدنى من تراكم شروط الحياة العادية، وبالتالي فإن أسماء العائلات أخذت الجانب الوصفي لشخص (النقب أو النقابية) مثل الأعرج والأخرس والطويل أو حتى اسمه مباشرة، عبد الهادي، سلامة، أيوب، أو مهنته، النجار، الحداد، الخطيب، كما وينسب إلى المصري الكثير من العائلات التي قدمت من مصر سواء مع حملة ابراهيم باشا أو في فترات زمنية سابقة ولاحقة.
،
الأردنيون بالتالي كانوا على المحك التاريخي والجغرافي والاستراتيجي، وقبل تأسيس إمارة شرق الأردن لم تكن توجد فكرة لتأسيس كيان موحد، وإنما مجموعة من الكيانات أو تقسيم هذه الكيانات بين الدول المجاورة، وكانت المناطق الأردنية غالبا ستلجأ إلى تعدد الكيانات، لأن السيناريو الثاني كان يعني أن يدمج سهل حوران كاملا في سوريا، وأن تصبح البلقاء طية الكتاب مع الضفة الغربية، وأن يصبح الجنوب جزءا من المملكة السعودية الناشئة في ذلك الوقت، وبالتالي فإن المستوطنين اليهود في مرحلة ما قبل تأسيس الكيان الصهيوني كان سيتوجهون نحو تأمين منطقة عازلة بناء على نظرية تعبئة الفراغ القائم، وتدعمهم في ذلك التوراة، فالأرض المقدسة لا تعني فلسطين الحالية، ولعل مناطق مختلفة من فلسطين لا تصنف ضمن الأراضي المقدسة، والأراضي المقدسة التي شهدت أحداث العهد القديم وصراعاته تشتمل على أجزاء من فلسطين والأردن على الوضع الحالي.
،
السيناريو الأول بوجود مجموعة من الكيانات، كان سيوزع الأردن بين أربعة كيانات، بغض النظر عن المشاريع الوطنية، هذه الكيانات ستدور حول حوران، البلقاء، الجنوب، والبادية، ولم يكن أي منها يمكن أن يحقق مشروعا وطنيا بالمعنى المتكامل، فثلاثة منها مغلقة عن البحر، والانتقال التجاري بين سوريا والسعودية كان سيدفع كلاهما لتقاسم البادية عوضا عن التعامل مع ثلاثة دول بينية ومضاعفة رسوم الانتقال، كما أن هذه الوضعية كانت ستغري بتحويل هذه الكيانات إلى دويلات مدارية تعيش على هامش القوى الأخرى المسيطرة في المنطقة.
،
الوضع المعقد في هذه المنطقة الاحتكاكية أدى إلى قبول الحل الهاشمي والتحمس له، ونرفض عمليا أن يقال المنطقة العازلة لأن الحل في المنطقة العازلة لم يكن في تأسيس الأردن وإنما في تمكين اسرائيل من شرق النهر ووضع البادية كعازل طبيعي محكوم بنفس المنطق الدولي الذي ينظم التسلح في سيناء، ولم تكن توجد ضمانة تجاه بقاء الدولة الهاشمية التي تأسست في الأردن، إلا ضمن عاملين أديا للحيلولة دون أن تتبع المملكة الفيصلية في سوريا والعراق، العامل الأول: هو طبيعة التعامل الهاشمي مع الأردنيين من خلال الملك عبد الله الأول والملك الحسين، فكان التواصل قائما ومستمرا مع الأردنيين، ولم تتأسس ملكية منفصلة ومنعزلة، والعامل الثاني: ارتباط الأردنيين بهذه الملكية على أساس أنها السبب الأساسي لتوحيد مناطقهم ودمجها والمحافظة على استقلاليتها.
،
لم تتصدع العلاقات مع الهاشميين، وعمليا لا يمكن العمل على ضربها في قواعدها الأساسية، وخاصة في المدن التي تحالفت في المرحلة الأولى مع الثورة العربية الكبرى ومن أهمها الطفيلة، فضرب هذه العلاقة يعني عمليا تفكيك الأردن وعودته إلى المعادلة الأولى، وعلى أنني لست من هواة التخويف، إلا أنني أستعير مقولة للزميل عارف البطوش كانت تناقش ذلك بعمق، ودارت حول الميركافا في الجاردنز، هو فهم لطبيعة الأسس والقوائم التي تنبني عليها الأردن، ويختلف البطوش كمثقف ومواطن يضيق ذرعا بالفساد ومظاهره، ولكنه يختلف عن الحراكيين الآخرين نسبة إلى الحراكات المتعددة التي تشهدها الساحة الأردنية، فالبعض يتصور أن التاريخ الأردني بدأ بالأمس، وأن المنجزات توالدت من تلقاء نفسها ولم تكن محصلة عمليات جمع وطرح وضرب وقسمة وجذور تربيعية وتكعيبية ولوغريتمات الأردن في مجاله الإقليمي والحيوي.
،
هبة نيسان كانت نتيجة حركة تصحيحية في مسيرة الدولة الأردنية، استجابة لظروف وتحولات شهدها العالم في جميع المجالات، ولا يمكن قراءة هبة نيسان خارج ذلك الإطار، فالاستياء الشعبي من بعض الممارسات أو من تردي الأوضاع المعيشية لا يمكن أن يؤدي دائما إلى اشتعال هبة شعبية واسعة النطاق، فهبة نيسان هي جزء من واقع عالم متغير، فالقرن العشرين يعتبر قرنا قصيرا من الناحية السياسية، فهو بدأ سنة 1914 وانتهى سنة 1989، وبالتالي كانت هبة نيسان هي المخرج الأردني من القرن العشرين، والدخول في مرحلة العالم الجديد الذي بدأ أول محطات التفكيك والتركيب في آب 1990، وما زالت هذه المرحلة مستمرة إلى اليوم، فهبة نيسان هي الصورة الأردنية لانهيار جدار برلين، لذلك لم تتطور الأوضاع في 1996 لتعيد انتاج هبة نيسان، وليس متوقعا أن تتطور الأمور حاليا إلى ما يرتقي إلى وضع الهبة، وإذا حدثت الهبة كما يمني البعض أنفسهم فإن ذلك يعني أن الأردن دخلت مرحلة القص واللصق، وأن بعضا ممن يكابرون اليوم بمسألة الهوية ويكبرون حجرهم سيجلسون لينوبهم بعض من فتات الوطن.
،
في موضوع الطفيلة يتوجب التعامل مع المعطيات المختلفة في الإطار السياسي والوطني، فالمستغرب أن تشهد الطفيلة حالات من إطالة اللسان، لأن مسألة الولاء في الطفيلة كانت خيارا تاريخيا ولم يدخل الهاشميون الأردن كغزاة وإنما دخلوا بمساعدة القبائل (الممتدة) في الحجاز والأردن والنقب وسيناء ومحافظات الوجه البحري في مصر، مثل الحويطات، الذين يفوق عددهم في مصر أعدادهم في أي بلد آخر، وكذلك أهالي الحضر ومنهم الطفايلة، فما الذي يجري في الطفيلة؟؟؟
،
ما يجري في الطفيلة هو مسألة تسخين لاستثارة أهالي هذه المنطقة التي هضمت بعض من حقوقها الاقتصادية – مقابل الترضية السياسية للزعامات التقليدية أو الطارئة – لتكون الطفيلة وبجانبها معان والكرك مصدرا لهبة نيسان أخرى، الظرف التاريخي يساعد بالطبع على توجيه ضربة لاستقرار الأردن ونظامه أيضا، التاريخ لا يعرف النوايا الحسنة أو السيئة، ولسنا معنيين في هذا السياق بتقييم وطنية أي شخص، ولكن هم ينتمون غالبا لطائفة أشرنا إليها سابقا على أساس اعتقادها بأن تاريخ الأردن بدأ بالأمس.
،
ما لم يتوقعه بعض قادة الحراك الذين وصلوا به لمرحلة التأزيم أن يتدخل الملك شخصيا في تفكيك الأزمة ووأدها، فالحكومة بدت عاجزة وسط تشتت القرار من اتخاذ قرار الإفراج عن المعتقلين الأسبوع الماضي، وبالتالي كان على الملك أن يتدخل وأن يرفع الحرج عن جميع اللاعبين السياسيين في هذه المرحلة الصعبة، واليوم أمام الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها تجاه الطفيلة، وأن تنجز جانبا من تعهداتها في الرد على خطاب التكليف وبيانها أمام البرلمان، فمشكلة الطفيلة تنموية في الأساس، ويمكن لمشاريع تستوعب تدريجيا بضعة مئات من شباب الطفيلة في كل عام أن تسحب التأزم.
،
ذلك لا يكفي في المدى البعيد وضمن منظور شمولي، وسبق أن أشرنا في هذا المقال أيضا إلى الفوارق النوعية بين العشائر الأردنية (الحضرية والبدوية) عن معادلاتها الموضوعية في بقية الدول العربية، وذلك نتيجة اندماجها في مشروع الدولة، والإصلاح السياسي لا يمكن أن يتم دون أن استئناف مشروع الدولة الأردنية الحديثة، وأن يشجع بمزايا كبيرة العشائر للخروج من هوياتها الفرعية نحو مفهوم المواطنة الحديثة، وذلك لا يمكن أن يحدث بصورة طوعية أو قسرية، وإنما ضمن معادلة تحقق الربح المعقول لجميع أطرافها، ليس ربحا ماديا بالضرورة، ولكن انتفاء الشعور بالغبن والغربة داخل الوطن يمكن أن يعزز من عملية الاندماج في الإصلاح والتحول.
،
ذلك يتطلب رؤية جديدة، وفلسفة مختلفة، وخطوات تستطيع أن تتجاوز التخاذل والتخبط من الأجهزة التنفيذية مثل قرار الملك الأخير بالإفراج عن معتقلي الطفيلة والدوار الرابع، وهذه الخطوات ستتمكن من خلخلة المعادلة السائدة واستمراء لعبة عض الأصابع بين المعارضة التقليدية والحكومة، نحو توليد نخبة جديدة قائمة ضمن رؤية مغايرة، هذه النخبة ستخرج من الحراكات السياسية المختلفة، وليست هذه أول حادثة في تاريخ الأردن، فالنخب تداورت في محطات حساسة وحرجة ولكن بقيت النخب الأردنية تعاني من الشيخوخة المبكرة، نتيجة أسباب ليست محلا للنقاش، وفي النهاية فإن الإفراج عن معتقلي الطفيلة كان تثبيتا لمنهجية سياسية لدى مؤسسة العرش، وكانت مسألة متوقعة ولكن الحكومة لم تستطع أن تلتقط الرسالة في الوقت المناسب، وعليها أن تتحمل مسؤولية الرؤية قصيرة المدى.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد




الكلمات الدلالية
لا يوجد كلمات دلالية ..









الساعة الآن 07:34 PM