إنه حمار الحاج راضي نقلته إلينا مراسلة تلفزيون الجديد في فلسطين نبال فرسخ. حمار يركبه الحاج كل صباح ويخترق به أرصفة مستوطنة ‘بيتار عليت’ في محافظة بيت لحم ليتمكن من الوصول إلى أرضه في قرية حوسان. هو التحدي بعينه. هو الإصرار على الحق مهما كانت اعتداءات المستوطنين. الحاج راضي يصر على كافة حقوقه في فلاحة واستثمار أرضه والتمتع بخيراتها. ويؤكد لمراسلة الجديد بأن المستوطنين يصرون في الوقت نفسه على ممارسة عدوانيتهم وصهيونيتهم ويهوديتهم. يقول الحاج راضي: يطيحوا، يخربوا، يفتحوا الماء في الشارع ويضربون الحجارة. ومع ذلك كله تبقى إرادة الحاج راضي أقوى من المعتدين. ففي كل صباح يسرج حماره، ويقطع أرصفة المستوطنة بهدوء إرادته، وبأس عزيمته، وإيمانه بأن صاحب الحق سلطان، حتى وإن كانت السلطة والقوة المسلحة هي التي تفرض ‘الحق’ الذي تريده، إنما هو غير موجود في كراريس العدالة الإنسانية.
الحاج راضي صورة وخبرا وصلانا ليقولا حقيقة هذا الفلسطيني الصلب الذي ‘تتناتش’ أرضه المستوطنات من اليمين ومن اليسار، من الغرب ومن الشرق. هو نموذج الفلسطيني الذي يجب أن يعاشره مفاوضو السلطة الوطنية، علّ عدوى الصمود والثبات والقوة تتسلسل إلى نفوسهم المترددة. وعلّهم يدركون أن الحاج راضي وكثر أمثاله في فلسطين هم من يمثل حقيقة الشعب، وليس المفاوض المتأنق، الخالي من أي هم سوى هم الصورة الحلوة. أمثال الحاج راضي يشدون أزر الفلسطيني في الداخل والخارج. أمثاله يثيرون الإعجاب والتقدير. فالأرض تجد من يذود عنها بحياته. تجد من يتحدى قطعان المستوطنين وحجارتهم، وتجد من يقول بصوت عالٍ: على هذه الأرض ما يستحق الحياة. إنها الصورة ذات التأثير الإيجابي التي نبحث عنها من فلسطين. هي موجودة دون شك بأكثر من مثال. فشكراُ لمراسلة الجديد نبال فرسخ لأنها أوصلتها لنا. ونأمل بالمزيد.
