زهير عبد القادراعداد كثيرة من شبابنا المثقفين وحاملي الشهادات العليا من خريجي الجامعات الأردنية والأجنبية ومن مختلف التخصصات لايجدون عملا في وطنهم وان وجدوا فبرواتب شبه رمزية لاتغني ولاتسمن من جوع…تصوروا بربكم كم من السنوات الطويلة قضاها هؤلاء الشباب بالدراسة…وكم من الليالي سهرت عيونهم للتحضير للأمتحانات وكتابة الابحات…وكم هي المبالغ التي صرفت عليهم من اجل اتمام دراستهم الجامعية ؟…ولا يعلم الا الله سبحانه وتعالى كيف ان اهاليهم وفروا لهم هذه المبالغ للدراسة؟ كم من ام باعت مجوهراتها ومدخراتها لمساعدة ابنها على أكمال دراسته؟ و كم من أب عمل ليلا نهارا وعاش حياة الفقراء ليؤمن اقساط الجامعة لولده؟
،،،،،،،،،وفي نهاية المشوار وعندما يتخرج الشاب يذهب للبحث عن عمل شريف يستطيع من خلاله بناء مستقبله وتأمين سكن كريم يعيش فيه مع اسرة صغيرة عند تفكيره بالزواج …فبدلا من ان يجد العمل يلاقي الشقاء والمشاكل وصعوبات الحياة …تصوروا معي نفسية هذا الشاب وهو في عمر الورود…وعمر العطاء والانتاج يجد نفسه كطفل صغير يقف امام والده او والدته ليطلب منهم مصروفه اليوم…اجزم بان الاكتئاب وعقد النقص وفقدان الثقة بالنفس سيجدونه فريسة لهم…ناهيك عن حالة الاهل النفسية والمادية والاجتماعية…وما يعانوه من صراعات نفسية عندما يرون مرض الشجرة ،التي امضوا السنوات الطويلة بالعناية بها وانتظار ثمارها…والمؤلم ان هذه الحالات تزداد عاما بعد عام بزيادة عدد الخريجين من الجامعات والتي ازداد عددها في السنوات الاخيرة على اعتبار انها مشاريع استثمار ناجحة لبعض التجار والاغنياء الجدد.
،،،،،،،،،،،،الجامعات تبنى على اسس استثمارية بحتة…وهدفها الاول والاخير الربح السريع والكبير دون دراسة ميدانية لحاجة السوق من الخريجين ومجالات التخصص وفتح الكليات حسب حاجة السوق المحلي…وبقاء الجامعات على التخصصات القليلة التكلفة وتوفر المدرسين لها برواتب قليلة…والخاسر في النهاية هو الطالب والوطن …
،،،،،،،نطالب الجامعات بالقيام بدراسات مسحية لسوق العمل والتعرف على حاجة اسواقنا ومؤسساتنا ودوائرنا وشركاتنا ومدارسنا من التخصصات العلمية وعلى ضوء نتائج هذه الدراسات تنشيء هذه الجامعات كلياتها وتخصصاتها…حتى نحد من نسبة البطاله بين اوساط المتعلمين…ونفتح ابواب الرزق الشريف لأبناء هذا البلد والقادرين على المساهمة في البناء والتطوير والازدهار والتقدم…وحتى لايضيع الوطن ابنائه في دول العالم المختلفة…نناشد ايضا باسم الحرص على هذا الوطن ومصلحة ابناءه وبناته وزارة التعليم العالي مراعاة هذه الناحية عند منحها الاعتماد لأي،،تخصص ليس له حاجه فعلية في سوق العمل…والاهتمام بالتنسيق بين الجامعات …
،،،،،،،،،وهناك نقطة لابد من الاشارة اليها وهي تحقيق العدالة في الرواتب بين الموظفين فلا يعقل ان موظفا لايحمل التوجيهي يتقاضى راتبا اكثر بكثير من زميله الذي يحمل شهادة الماجستيروالفرق فقط بمسميات الوظيفة…فهدا محرر في صحيفة والاخر مستشارا لمعالي الوزير…او ناطق اعلامي باسم مؤسسة من المؤسسات…
،،،،،،،ونشير هنا الى توجيهات جلالة القائد الهاشمي الملك عبد الله الثاني بتحقيق العدالة والمساواة بين المواطنين…فلا يجوز ان تتقاضى سكرتيرة مثلا راتبا مقداره 300دينارشهريا في مؤسسة ما واخرى تتقاضى 2000 دينار في مؤسسة اخرى في حين يتقاضى طبيب مبلغ 400 دينارفقط شهريا وهذا ينطبق ايضا على بعض الموظفين في بعض الدوائر…
،،،،،،،نحن لانريد الا الخير لهذا الوطن الحبيب ولهذا المواطن الشريف…ونريد فقط ان نستفيد من مؤهلات وكفاءات ابنائنا في هذا البلد…وتحقيق توجيهات سيد البلاد بنشر العدالة والمساواة بين افراد شعبنا الأردني الكريم ….صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com