ادارة الرئيس باراك اوباما تلوح مرة اخرى باللجوء الى الخيار العسكري لتدمير المنشآت النووية الايرانية.. حيث انها سترسل خلال هذه الايام حاملة طائرات ثانية الى مياه الخليج في توقيت ملحوظ مع موعد المفاوضات التي ستجري في تركيا يوم السبت القادم لبحث المشروع النووي الايراني.. وقد دعا الناطق باسم البيت الابيض ( جاي كارني ) حكومة طهران الى ضرورة الاستجابة للجهود الدولية باعتبار ان الوقت بدأ ينفذ امام المفاوضات ولا يوجد فرص جديدة.. محذرا حكومة طهران من الاستمرار في المراوغة وكسب مزيد من الوقت.. وثمة تصريحات صادرة عن البيت الابيض تشير الى ان الولايات المتحدة تعتبر الخيار العسكري لوقف المشروع النووي الايراني مطروحا على الطاولة.. وعلى هذا الصعيد كشفت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية التعهد الذي قطعه رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو امام الرئيس الاميركي باراك اوباما بعدم توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الايرانية قبل الخريف المقبل ورفضه طلب اوباما بتأجيل ذلك الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية !!.. وبذلك يكون بنيامين نتنياهو قد وجه رسالتين الاولى الى حكومة طهران والثانية الى الادارة الاميركية في آن واحد.. وفي رسالته الى الادارة الاميركية انما يمارس ضغوطا قوية على الرئيس اوباما تحديدا وهو منشغل في الاعداد والاستعداد لخوض الانتخابات الرئاسية على امل البقاء في البيت الابيض اربع سنوات اخرى..فنتنياهو يفضل توجيه الضربة العسكرية لطهران قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية بعد ما يقارب نصف عام في محاولة خبيثة لاستغلال وجود اوباما في البيت الابيض..
من هنا فأن المنطقة قد تشهد خريفا ساخنا.. فإسرائيل اولا والولايات المتحدة الاميركية ثانيا تهددان باللجوء الى الخيار العسكري فيما اذا فشلت مفاوضات تركيا التي تعتبرها واشنطن حاسمة.. اما ايران فأنها تجابه هكذا تهديدات اسرائيلية وأميركية بروح التحدي وبإطلاق تصريحات واحاديث نارية اولا وبإجراء مناورات عسكرية برية وبحرية وجوية بين الحين والآخر.. ومهددة بإغلاق مضيق هرمز امام الملاحة الاميركية والأوروبية.. وبتوجيه ضربات عسكرية مدمرة للأساطيل الاميركية ولقواعدها في الخليج ثانيا..
من هنا نفهم ان اسرائيل ومعها الولايات المتحدة بصدد اشعال حروب جديدة في المنطقة.. فتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الايرانية من شانها استفزاز طهران ودفعها نحو توجيه اسلحتها المختلفة ولاسيما صواريخها المتطورة نحو اسرائيل ونحو القواعد العسكرية الاميركية في الخليج.. وقد تتسع دائرة الحرب الى نطاق اوسع قد يشمل المنطقة بأسرها.. وقد تشارك فيها قوى اقليمية ودولية.. مما يعرض بعض دول المنطقة لعمليات الابادة والتدمير.. اي ان دول وشعوب المنطقة ستكون الخاسر الاكبر في هكذا حرب.. مما يقتضي اتخاذ موقف عربي موحد وضاغط على الادارة الاميركية لكي تمنع نشوب هكذا حرب كارثية.. فكما قال الكاتب البريطاني المعروف باتريك سيل في مقال له في مجلة (واشنطن ريبورت ) في شباط الماضي ان لا مصلحة للعرب وبالذات دول الخليج العربي بمشاركة اميركا في توتير المنطقة..