عبدالهادي راجي المجالي
بادي عواد وفي الصورة ايضا المقدم المتقاعد خليف العيسى
مساء أمس وأنا أتسكع في الشارع القريب من منزلي، شاهدته ينزل أدراج طبيب الأسنان، خفيف الخطى …ذكرني بتيسير السبول حين قال :- بدويا خطت الصحراء لاجدوى خطاه ….
سلمت عليه وعرفته على نفسي، وأنت حين تقف أمام بادي عواد لا تقف أمام عسكري عادي ..فقد خاض هذا الرجل في حياته العسكرية ما يقارب ال (30) معركة …كان في بعضها قائدا وفي بعضها الاخر مقاتلا ويروى عنه أنه في أحد معارك القدس أصيب بطلقة في الرأس لم تنفذ، واصر أن يبقى في الميدان …ولكن النزيف الحاد أجبره أن يغادر ألى الخطوط الخلفية
حين يرفع بادي عواد شماغة المهدب تلمح في الجهة اليمني من الرأس اثار الأصابة التي كادت أن تكون قاتلة، ومع ذلك يمضي هذا الفارس الأردني بصمت غاضبا على هذا الزمن غير مقتنع به .
حدثني عن (عباطة عيد) و(حمدان البلوي) ..ففي أحد المعارك وأثناء محاولة أقتحام حاجز يهودي …أرتفعت مقدمة العربة المدولبة ولم يستو مدفعها مع أرتفاع الساتر فجلس احدهم على المدفع الهيدروليكي من أجل أن ينزله بمحاذاة الحاجز وطلب من الرامي أن يسدد طارت يده والعين اليمنى في القذيفة الأولى ثم طلب منه أن يطلق القذيفة الثانية وتم أقتحام الحاجز .
حدثني عن حابس ..وعن أيام الرصاص وعن الوطن كيف يستقيم الحب فيه مع استقامة سبطانة البندقية ..
بادي عواد، لم يكن يوما مخططا أقتصاديا …لم يعرض تفاصيل توزيع المال على (الداتا شو) …ولم يتورط في (البربوزل) …ولم يخض مباحثات مع البنك الدولي او نادي باريس لجدولة ديون الدولة …كل ما عرفناه عنه أنه امضى العمر ضابطا في الجيش، وقد أقام الذبح في العدو …ردحا من الزمن ..وهو الوحيد في زمنه الذي أجبر الجيش الإسرائيلي هو وصحبه الأخيار من قادة الكتائب والسرايا على أن يرفع هذا الجيش أعلاما بيضاء في القدس الغربية .
اصدر في ربيع القلب كتابا عنوانه :- (الأردن لمن)….ولست أدري هل هذا كتاب أم سؤال ….هو ربما سؤال في قلب بادي عواد وربما كتاب خطته يد بادي عواد …ولكني اضم صوتي لصوت ذاك الأسد …وأقول معه (الأردن لمن) ؟