زهير عبد القادر
ترددت كثيرا قبل ان ابدأ بكتابة هذا المقال حرصا على مشاعر البعض منا…ولأننا نوع من البشر لايحب الصراحة والمكاشفة والنقد الذاتي…ونبتعد عن المرايا الكبيرة في بيوتنا حتى لا نرى عيوبنا ونتجنب الجلوس مع الاشخاص الذين يعرفون حقيقتنا…ونطلق نسائنا عندما يعرفون مواقع ضعفنا…نحن بشرنحب ان نكذب ويكذب علينا…ننافق وينافق لنا…نتملق ونعجب ونصدق المتملقين لنا…نجعل من اوهامنا واحلامنا حقائق في عالم الفيسبوك والتويتر وفي كذبنا على انفسنا وعلى الاخرين وتكرار الكذب حتى نصدق انفسنا …
طريقة قيادتنا لسياراتنا في الشوارع والطرقات ومخالفات انظمة السير وقوانينه لاتدل على مستوى اخلاقي رفيع وتربية حضارية تتماشى مع القرن الحادي والعشرين…طريقة تعاملنا مع فتاة او سيدة تحضر الى مكاتبنا لانجاز معاملة ما او طلبا لمساعدة انسانية او بحثا عن عمل لاتدل غالبا على اخلاق رفيعة وادب وسلوك حضاري يتناغم مع عصر الانترنت و(أي فون) والتويتر والفيسبوك.
الغش والتلاعب في الاسعار والنصب والاحتيال والسرقة لاتدل على تربية سليمة…وكذلك العنف الاجتماعي الذي نشاهده في مجتمعنا لا يتناسب اطلاقا مع عاداتنا وتقاليدنا كخير امة اخرجت للناس…
بعضنا يوعد ولا يوفي…يقول ولا يصدق…بالله عليكم …فكروا معي الان…كم منكم موعود بشيء ما ؟ بوظيفة جيدة…او بمنصب رفيع…او بسيارة…أو أو ….؟ اسألوا انفسكم الان…منذ متى هذه الوعود؟ واسأل نفسي لماذا تعطى هذه الوعود الكاذبة ونجعل انسانا يتأمل وينتظر …وينتظر…ونجعله يضيع وقته بالاماني والاوهام والخيال؟ …
الحقيقة المرة ايها السادة اننا نعيش ازمة اخلاقية…القيم والعادات والتقاليد والاعراف…تتلاشى شيئا فشيئا….والا لماذا تزداد الجريمة وحوادث السير والسرقات والعنف الاجتماعي ؟ ولماذا ينتشر في مجتمعنا الكذب والاحتيال والنصب والتملق والنفاق ؟لماذا لاننظر الى المرأة كأخت وام وزميلة وشريكة في بناء هذا المجتمع؟ ولماذا اصبح الطب في بلدي تجارة وشركات تجارية حيث ترسل من الطبيب الى مركز اخر لفحص الدم ومن ثم الى الاشعة وبعد ذلك الى اخصائي القلب ثم اخصائي العظام ثم العيون رغم انك في الاصل ذهبت لشعورك بصداع في الرأس؟…لماذا اصبحت الجامعات في بلدي مؤسسات ربحية الى جانب المؤسسات والشركات التي يملكها اصحاب هذه الجامعات….لماذا اصبحت الجامعات شركات استثمارية هدفها المال لا نشر العلم والبحث العلمي؟
من هنا علينا ان نخرج يوم الجمعة بشعارات جديدة تحمل(الشعب يريد مزيدا من الاخلاق) لأن الامم والمجتمعات التي لاتبنىي حضارتها على الاخلاق الحميدة والعادات والتقاليد والاعراف لن يكتب لها النجاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي…ونحن في الاردن وبفضل الله ورعايته نتصف بأننا ابناء عشائر وعائلات فاضلة نباهي العالم بأخلاقها وعاداتها وتقاليدها ….
وختاما اذا اكتشف الطبيب المرض عند مريضه سهل عليه معالجته…فدعونا نتمسك باخلاقنا العربية الاسىلامية حتى نصل الى ما وصلت اليه المجتمعات المتطورة…الاخلاق …الاخلاق…وكما قال شاعرنا:انما الامم الاخلاق مابقيت…فأن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا…صباح الخير.
[email]zuhairjordan@yahoo.com[/URL]