يقول الخبر إن رئيس الدائرة السياسية في حزب جبهة العمل الاسلامي نفى أن يكون رئيس الوزراء عرض عليهم عشرين مقعداً في مجلس النواب، مقابل القبول بعملية الاصلاح السياسي، وتهدئة الشارع، ولكنه أكد أن الأمر جرى فعلاً مع حكومة سابقة، ورفضته الحركة.
هذا كلام خطير، ويجعلنا نضع أيادينا على قلوبنا خوفا وتحسباً من نزاهة وشفافية ما يجري، فمجرد الخوض في هذه المسألة يعني أن هناك ما يحدث تحت الطاولة، من مفاوضات ومقايضات، تنزع من الانتخابات أهمّ ما فيها، حيث الاحتكام لصندوق الاقتراع، وحيث المواطن هو صاحب القول النهائي في من يمثّله في مجلس النواب.
ببساطة، فإنّ تقديم هدية هي عبارة عن مقاعد جاهزة في المجلس النيابي يعني أنّ هناك تزويراً ما حصل، ويُدان في الأمر الجهة التي تُعطي والجهة التي تأخذ وأيضاً الوسيط بينهما، فالراشي والمرتشي والرائش في النار، وسواء كان الأمر في الماضي أو في الحاضر أو في المستقبل فهذه جريمة في حق الاصلاح والديمقراطية والوطن.
نستغرب ان يجيب الاستاذ زكي بني ارشيد على سؤال وكالة أنباء عالمية بهذه البساطة، ونستغرب أكثر أن يكون الامر مطروحاً للنقاش، ويبقى أنه إذا كانت هذه هي الطريقة التي تُدار فيها الحياة السياسية في بلادنا تحت الطاولة فعلى الديمقراطية السلام.