منيرة الشهراني
يحاول المواطن أن يعرض قضيته على الهواء ليصل صوته لمن يهمه أمره ، حيث انه سلب حقه المشروع فذاق القهر والظلم وضاعت حقوقه بين مكاتب خالية من الموظفين ومسئول في أجازه طوال العام ، وعندما تلوح له دعاية برنامج حواري يهتم بقضاياه ويناقشها بكل جراءه ويقدم مطالبه على طاولة الإعلام الصريح فانه يفز مسرعا إلى الريموت كنترول ليرفع صوت الحق ، تعلو على وجه علامات الاستبشار ومع كل ثانية وأخرى يتنهد بآهات عميقة ، وبينه وبين الشاشة يدور حوار طويل وجدل وأمنيات ، ومع انتهاء الحلقة يسكن المكان وتنتهي الآمال ويكتشف بكل ألم أن قضيته كانت وجبه دسمه لمذيع يبحث عن الشهرة وضيوف يقبضون قبل الكلام وإعلام يجعجع بلا فائدة ، ويظل المتهم بريئا يتمتع بكامل حقوقه في المجتمع وربما انه داعم للقناة ، وهذا يجعلنا نتوقف كثيرا عند كل برنامج يشتهر بمذيعه وضيوفه وقضاياه المطروحة لنذكرهم بأن المواطن لم يعد قادرا على تحمل الارتقاء على همومه للوصول إلى مراتب عاليه في المجتمع ، فهو أصبح السبب (الرئيس) لنجاحهم حيث تفتح لهم أبواب الشهرة والواسطات ليحققوا انجازاتهم الشخصية ويبقى هم المواطن جالس كعجوز عقيم ، تمر عليه أفواج الحلول والأفكار والمشاريع والنقاشات ولا ينال منها نقيرا ، وعلى قناة لاين سبورت السعودية يبدأ عرض برنامج ( الرئيس ) الذي يقدمه المذيع صلاح الغيدان الذي عرفناه من خلال برنامجه الشهير 99 ، وما نريده منه هو أن تجمع القضية والمسئول ويترك للمواطن منبر( رئيس ) للنقاش والمطالبة ، ولابد من تسليط أضواء الإعلام على المتسبب في تفاقم مشاكل المجتمع ليكون ( رئيس ) في الحلقة ، فهل يحقق صلاح الغيدان ما عجزت عنه وسائل مكافحة الفساد والتعدي على حقوق المواطنين ، وهل سنسمع شكوى وحل على الهواء مباشره ، وهل سوف يبتعد نمط البرنامج عن كشف المستور وتتبع فضائح المواطن لتحقيق أعلى نسبة متابعه كما تعودنا من البرامج الجريئة ، وهل سيكون هناك تجاوب من المسئولين في المشاركة والجلوس أمام مشاكل وزاراتهم علنا أمام المشاهدين ، وهل حقا ستكفي الحلقات لاستعراض هموم وقضايا ومشاكل المواطن السعودي من جميع الطبقات والمدن والقرى والبوادي في البلاد ، فهل تخيلت معي أخي المشاهد أن يكون هناك طاولة يتاح للمواطن كتابة قضيته ويتم الرد عليها فورا , و صلاح الغيدان يسعى لأن يجعل جميع إطراف القضية ( رئيس ) في البرنامج ليستشعروا عظم المسئولية تجاه نهضة الوطن والمواطن ، وهو المذيع المشهود له بحرصه على ملامسة همومنا وقضايانا وله محاولات لا تنسى في تلمس حاجاتنا وتقديم يد العون لنا من خلال منبره الإعلامي ، ولكن مع تزايد حجم القضية وقلة فرص نجاح الحلول وهيمنة الفساد على وزارات الوطن أصيبنا بخيبة الأمل ، فلقد كبر شق الفساد ولابد من طرح كامل وصريح لما يحدث على ارض الواقع والبعد عن الفلسفة الوزارية والآمال المعلقة والحلول المؤجلة والخطط المدروسة والمشاريع المعطلة ، وليكن برنامج الرئيس هو الطريق لتحقيق حلم الفرد السعودي بأن يكون طرف ( رئيس) قي حل قضيته .
رابط مصدر المقال :