تصادف هذه الايام من شهر نيسان ذكرى المذابح الجماعية التي تعرض لها الأرمن خلال الحرب العالمية الاولى على يد الجيش التركي, الذي سبق تلك المذابح بحملات عسكرية ضد الثوار العرب في الكرك والشوبك وجبل العرب »الدروز« في حوران ..
ويتراوح عدد ضحايا تلك المذابح بين مئات الآلاف وبين مليون ضحية, حسب المصادر الارمنية.
وقد اعتقد الارمن آنذاك مثل كل القوميات المحتلة من قبل الاتراك, ومنهم العرب والألبان وغيرهم, ان ظروف الحرب مناسبة لاعلان استقلالهم في دولة قومية خاصة بهم, لا سيما بسبب سياسات التتريك بالقوة آنذاك ..
وفي حين اختار العرب والالبان معسكر دول الحلفاء, تحالف الأرمن مع روسيا لنيل استقلالهم …
ومما يذكر عن ظروف تلك المذابح دور »البرجوازية اليهودية« فيها التي كانت تدعم حزب الاتحاد والترقي الماسوني المسيطر على الدولة التركية, فضلا عن الاصول التركية »الخزرية« لمعظم اليهود ..
واضافة لروسيا التي ساندت الأرمن في اقامة جمهورية أرمينيا الحديثة, فقد استقبل العرب موجات كبيرة من اللاجئين الأرمن ومنحوهم جنسيات بلادهم لكنهم لم ينخرطوا في المواقع السياسية والاقتصادية للدولة كما فعل الاكراد مثلا.
ومن اللافت للانتباه هنا, ان العرب رغم دورهم في احتضان الموجات الارمنية إلا انهم لم يعترفوا حتى الآن بالمذابح الجماعية التي تعرضوا لها.
وفيما يخص الارمن عموما, فهم يتحدرون من منطقة البحر الاسود »قامات متوسطة وشعر كثيف« وتتبع غالبيتهم كنيسة خاصة مستقلة تؤمن بالطبيعة الواحدة للمسيح »اقرب الى الاقباط والكنيسة الاثيوبية« وتغلب عليهم نزعات العمل الحرفي خاصة الذهب والنقوش والتصوير والايقونات والتصميم … الخ
اما في المجال السياسي- الفكري فينقسمون بين حزبين كبيرين, هما حزب البرجوازية الوطنية ويمثلها الطاشناق ويعني الشرف, وقد تأسس اواخر القرن التاسع عشر وحزب الهاشناق »الجرس« الذي تأسس في الفترة المذكورة ايضا, وهو حزب يساري …
ومن القوى الاخرى, الجيش الأرمني السري, الذي تأسس في سبعينيات القرن الماضي واستهدف مصالح تركية وفقد قائده, هاكوب هاكوبيان في عملية للمخابرات التركية ..
وهناك النشطاء الشيوعيون في الاحزاب الشيوعية العربية وابرزهم القائد الشيوعي الراحل, أرتين مادويان.
mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net