من يطفيء النار في سوريا وكيف ؟؟.. سؤال برسم كوفي أنان الذي حدد العاشر من الشهر الحالي موعدا لوقف النار بين النظام وبين المسلحين. ثمة مفهوم لهذه النار: مؤقتة لدى النظام، وعبثية متوترة ودائمة برأي المسلحين. النظام يدافع عن الوطن وعن الشعب وعن نفسه وعن الدولة وعن كيانه ومستقبله وآفاق حياته وحتى عن الأمة، وأما المسلحون فلا عقيدة لديهم .. يجمعهم ويفرقهم خارجي بات معروفا وملحوظا، يريد لهم الاستمرار، وليس هم يريدونه. يريد كتابة أفق مختلف لسوريا، وهم الادوات التي يعتمد عليها. العسكر يقاتل، والقتال يحتاج الى كل شيء: السلاح بأنواعه، والخطط والرجال والطبابة والذخيرة والمدربين وغيره. حاجة ماسة وملحة، فالجميع مستعجل ويريد قطف النتائج اليوم قبل الغد، والخيارات ضيقة، وكل يوم يمضي هو عبء على المسلحين إن لم يحققوا نتائج على الأرض.
من الآن وحتى الموعد المعلن من قبل أنان من يضمن ايقاف القتال من قبل المسلحين اذا أوقف النظام النار.. بل من يضمن من يقف وراء المسلحين في ايقاف ضخ السلاح والذخيرة وكل الاحتياجات العسكرية. يسعى النظام لشراء الهدوء والسلم بأية طريقة، فيما يسعى المسلحون للعبث بالقانون. هل تقبل الولايات المتحدة او اية دولة كبرى او صغرى على وجه الأرض انفلات الأمن وطغيان المسلحين وتركهم بدون رادع. أصعب ما تمر به الأوطان ان يتعرض أمنها الداخلي للخطر كما يجري في سوريا التي مر على أزمتها أكثر من سنة ومازالت تجهد لتفتيت محاولات الانقضاض على السلطة بوحدة جيش وأمن وشعب.
يقول أهل النظام إنهم يضمنون ايقافهم النار وسحب القوى المسلحة من كل المدن والأماكن.. هم غيارى على تحقيق مشهد خال من القوى العسكرية.. هم يعلمون أن تواجدها في أي مكان يعني الكثير نفسيا واجتماعيا، ولذلك يرغب أي نظام في العالم ان يبعد قواه المسلحة عن كل أثر مدني. أما الآخرون، فمن يضمن انصياعهم طالما أن المدد العسكري يأتيهم بلا توقف، وطالما أن الضمانات التابعة له متوافرة.
هل يتمكن أنان ومن هم وراء أنان من الضغط على المسلحين اذا ما قرر النظام سحب قواته، أم نحن أمام فترة أخرى من دعم الأزمة.. اذ يقول أحد العارفين في سوريا إن القوة التي تجمعت في باب عمرو بحمص إنما جاءت خلال فترة المراقبين العرب وكذلك في مناطق أخرى، فهل نحن أمام تجربة جديدة من هذا النوع يراد عودة المسلحين بعد انكفائهم النهائي عن كل مناطق سوريا تقريبا.