كامل النصيرات
بتُّ على قناعة أن الدول الغربية هي الدول الرجعيّة و نحن فقط المتحضرون و المتقدمون ..!! تخيّلوا في الدول الغربية عندما تتقدّم بأي كتاب رسمي توجهه لأي وزارة أو مؤسسة حكوميّة ؛ فإنك لستَ بحاجة إلى أن تلاحق الكتاب من جهة إلى جهة ..و بلغ تخلفهم إلى الحد أنهم يتصلون بك تلفوناً بكل أدب ليقولوا لك أن معاملتك جاهزة ..!!
أما نحن ..فإننا لا نسمح للمواطن بأن يتعود على الكسل ..ولا نصرف له أية ابتسامة كي يتعلم و يعلم أن ( الحكومة مش مزحة ولا لعب عيال ) ..نحن فقط من نعلّم المواطن كيف يمسك كتابه في يمينه أو شماله ..ويظل ( ملطوعاً ) واقف غاد ..! بل إننا نعطيه بالمجان دورات بالصبر ..ونعطيه حسنات بلا حدود و هو يستغفر الله و يحوقل ..و نحن من نجعله على أعصابه في كل لحظة ..بينما في الدول المتخلفة الغربية لا يستعمل أعصابه بالمرة ..طيب ليش ربنا خلقها إذا ما بدنا نستعملها ..!
عندنا فقط ..بعد ستين شوطاً من الطلوع و النزول ..و بعد انتظار دورك في الأسانسير ..تذهب إلى الديوان و تصدّر أو تورّد كتابك بيديك ..فيقال لك بمنتهى الكشرة : يومين و يكون جاهز ..! و اليومان يصبحان و يمسيان إلى أكثر من شهر ..لتكتشف بعدها بأن كتابك ( كان حالف يمين ألا يتزحزح ) من مكانه هذا في أحسن الأحوال ..وفي مرات أخرى تكتشف أن كتابك قد ملّ الجلوس وحيداً فمضى هائماً على وجهه ؛ ليقال لك معاملتك ضايعة ..!
بمنتهى البساطة يقولون لك بعد شهر و شهرين : ليش ما راجعت ..؟ وأنت للآن لا تعلم من تراجع ..! ألم أقل لكم إن الدول الغربية متخلفة لأنها دائما تنظر إلى الخلف لتنظر إلى مواطنها ..أما نحن فدول نظرتها للأمام دائما ولا عندها أي استعداد أن تنظر للخلف لترى معاملة مواطن كانت بالأمس ..!