تنفذ مجموعة الحقيقة السوداء اعتصاماً صامتاً أمام مقر رئاسة الوزراء، تحت شعار “أدمغة وليست ألسن” وذلك تأييداً لما وصفته بـ”الخطوات الواثقة والرائدة في نشر العدالة ودولة القانون لحكومة لاهاي”.
وأوضحت المجموعة في دعوتها للاعتصام أن الفعالية تأتي “لأن محكمة أمن الدولة لا تستطيع محاكمة المدنيين بتهمة “إطالة الدماغ”
وأشارت إلى أن اختيار الاعتصام الصامت هو ” حرصا على عدم إزعاج المارة، حيث كان الناطق باسم الحكومة قد أكد أن سبب فض اعتصام الدوار الرابع هو أن صوتهم “أزعج المارة”".
وأضافت “أن محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، وتهمة إطالة اللسان أصبحتا الوسيلة الأسرع والأسهل لتنفيذ رئيس الوزراء وعوده بوقف الحراك”.
لماذا الحقيقة السوداء: لأن الحقيقة في وطننا وصلت إلى مرحلة غير مسبوقة من السواد، ابتداءاً بسواد الأداء الحكومي مروراً بسواد الأوضاع الاقتصادية وليس انتهاءاً بالسواد العرفي والأداء الأمني.
لماذا الدوار الرابع: لأنه المكان الذي تم فيه انهاء اعتصام لمجموعة من قوى الحراك، حيث تعامل الدرك بكل انضباطية واكتفى باستخدام العصي والتسحيل و”الترفشس” و”الركل” و”التدعيس”، فيما تجنب استخدام الأسلحة الحية والدبابات وقاذفات الصواريخ والطائرات في خطوة تدلل على حجم النعيم الذي يعيشه حراكنا في الأردن.
جوبهت حملة الاعتقالات التي طالت نشطاء في الحراك الشعبي والشبابي التي كان آخرها ما شهده الدوار الرابع من فض اعتصام تضامني مع معتقلي الطفيلة بالقوة، باستياء واستنكار شديدين من قبل الفعاليات الحزبية والنيابية والشعبية.
فقد أدان الحزب الشيوعي الأردني ما وصفه بـ”الاستخدام المفرط للعنف من قبل الأجهزة الأمنية، وخاصة من قبل أجهزة الدرك”، مع المعتصمين أمام رئاسة الوزراء السبت الماضي.
وطالب الحزب في بيان له اليوم الاثنين، بإطلاق سراح جميع المعتقلين والموقوفين، سواء من نشطاء حراك الطفيلة، أو نشطاء الحراك الشبابي الموقوفين.
واستنكر الناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين جميل أبو بكر فض اعتصام رئاسة الوزراء، واعتقال نشطاء من الحراك.
وأكد أن استمرار اعتقال ناشطي،،”أحرار الطفيلة” سيؤدي إلى المزيد من الاحتقان والتوتر.
وأضاف “رغم الكثير من المطالبات الشعبية والوعود الرسمية إلا أنه لا توجد أي إشارات لإطلاق سراحهم ووقف حالة التصعيد التي تضر بالبلد”.
وأشار إلى أن ارتفاع سقوف الشعارات سببه “بطء عملية الإصلاح وهامشيتها”، مضيفا بأن “غياب الثقة ” بالوعود الرسمية لدى الشعب تولَد نتيجة “منهجية النظام وسياساته في إدارة شؤون الوطن”،الامر الذي يستدعي “الكف عن التسويف والالتفاف والمبادرة إلى التنفيذ الفوري للإصلاح الجوهري الذي تطالب به الحراكات الشعبية وبخاصة التعديلات الدستورية والحكومة المنتخبة ومحاربة الفساد بشكل جدي”.
لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة أكدت من جانبها أن حملة الحكومة على النشطاء ما هي إلا محاولة “يائسة” لإنهاء الحراك، حيث دعت التنسيقية الحكومة الى التوقف عن ممارسة سياسة القبضة الأمنية التي تخطاها الزمن والإفراج عن المعتقلين فوراً.
نيابيا، عبرت كتلة التجمع الديمقراطي النيابية في بيان لها عن استيائها من الاعتقالات الامنية لبعض النشطاء على خلفية الاعتصام الذي نفذ أمام دار رئاسة الوزراء السبت للتضامن مع معتقلي الطفيلة.
ودانت الكتلة تفريق الاعتصام السلمي بالقوة والاعتداء الذي طال المعتصمين وما وصفته بـ”الاعتداء الوحشي عليهم”.
ميدانيا، ااعتصم العشرات من أعضاء ” طلبة الجامعة الأردنية للإصلاح” أمام البوابة الرئيسية للجامعة الأردنية ، احتجاجا على فض اعتصام نشطاء الحراك بالقوة ، حيث طالب المعتصمون برفع القبضة الأمنية عن الحياة العامة،والإفراج عن نشاط الحراك المعتقلين.
وصعد ملف معتقلي الطفيلة من مطالبات أحزاب وحراكات شعبية للإفراج عن كافة معتقلي الحراك ومحاسبة الفاسدين والمسؤولين عن الاعتداء على الناشطين، ليخرج أكثر من حراك في اعتصامات جابت مناطقهم، منها الحراك الشبابي والشعبي في الكرك الذي نفذ وقفة احتجاجية حاشدة أمام تمثال صلاح الدين وسط مدينة الكرك، شدد المشاركون فيه على ضرورة مؤازرة حراك الطفيلة ورفض الاعتقالات السياسية للناشطين في الحراك.
كما نظم حراك الشوبك الجمعة الماضية مهرجاناً خطابيا ًاكدوا فيه على وقوفهم إلى جانب إخوانهم في حراك الطفيلة مستنكرين حملة الاعتقالات المنظمة لرموز الحراك ،وقالوا ان الحكومة بأذرعها الأمنية تسعى لجر البلد الى مالا يحمد عقباه.
وأصدرت مجموعة من الشخصيات في محافظة الطفيلة بيانا طالبوا خلاله بالإفراج عن معتقلي الحراك، “ورفع الحالة الأمنية التي تخيم على المحافظة والمملكة”.
هذا وجرى اعتقال أكثر من ثلاثين ناشطا اعتصموا امام رئاسة الوزراء السبت الماضي للمطالبة باطلاق معتقلي الطفيلة قبل ان تفرج عن،17،منهم وتحيل البقية لمحكمة أمن الدولة بتهم إطالة اللسان والتجمهر غير المشروع والتحريض على النظام، لينضموا للمعتقلين الذين كان الاعتصام يطالب بإطلاق سراحهم،.