احمد حسن الزعبي
لم أذهب الى طبيب مختص في حياتي الا وأبطل علاج الطبيب الذي قبله وكتب علاجاً جديداً يتناسب مع اختصاصه وخبراته والجزء الذي يهمه من جسمي ، طبعاً بعد ان يثير الهلع في، خلايا جسدي خلية خلية ويعلن حالة الطواريء في بعض الأجهزة العاملة منه..
بينما وأنت تزرّر قميصك او ترفع بنطالك الى خصرك ، يضع، الطبيب الجديد نظارته في المنتصف المسافة بين رأس انفه وعينيه ويقول منتقداَ علاج زميله..»مليح اللي ما ضربلك الكلى»..ثم يهز رأسه ويقول : ( وقفّ هظاك الدوا فوراً..وخذ هاظ) …طبعاً ولأنك تثق باختصاصه، ، تصرف العلاج الجديد وتوقف القديم ..
،وفي زيارة روتينية بعد حين الى الطبيب الباطني..وأثناء «كفت الشباح « في حزام البنطلون وترتيب شعرك المنفوش …يقوم الطبيب بإخبارك ان العلاج الذي كتبه لك الطبيب الأخير غير مناسب على الاطلاق ، مختصراً القول بجملة يتيمة : « مليح اللي ما ضربلك الكبد».. ثم يقول لك (وقف هظاك فوراً..وخذ هاظ)..طبعاً ولأنك تثق باختصاصه ، تصرف العلاج الجديد وتوقف القديم …تضطر بعدها الى زيارة طبيب الهضمية للاطمئنان على المعدة بعد ان تضاربت الآراء فيخبرك « ان تقرحات المعدة سببها الدواء الأخير»..ثم يعود ويقول (مليح اللي ما شلخلك القولون)..ثم ينصحك: ( وقف هظاك الدوا فورا..وخذ هاظ) ..بالتاكيد بعد كل هذه المراجعات سوف تشعر باضطرابات نفسية ، فتراجع طبيب الأعصاب ..وبعد ان تخرج من التصوير الطبقي محاولاً ان تلبس ساعتك وخواتمك وتضع القلم في جيبك من جديد..يقول الدكتور سبب الخمول والوهن العام وضعف الرغبة في الطعام، هو «الدواء الأخير»..ثم يعرّج كسابقيه : «مليح اللي ما ضربلك المخيخ»..ويطلب منك «وقف هظاك الدوا فورا..وخذ هاظ».. طبيب الجلدية و التناسلية بعد ان ينهى فحصاً سريرياً مريراًَ و مهيناً ..يتركك ترتب ملابسك كما يجب وتعيد الأمور الى نصابها ثم يسألك بصوت خشن ..»مين اللي كتبتلك الدوا الأخير»..فتقول له، وعينك في الأرض طبعاً: طبيب الأعصاب..فيعلق كما علّق من قبله «مليح اللي ما فقعلك البروستاتا»..ثم يبدأ باللعب على الوتر العاطفي لدى المريض «..مشان شوية مخيخ…رحنا ما نضيع البروستاتا»!! ..»احنا أصلاً شو بنسوى بدون بروستاتا؟؟؟…ثم يقول :خالي، وقف هظاك الدوا..وخذ هاظ»…ولأنك تثق باختصاصه ايضاَ ، تصرف العلاج الجديد وتوقف القديم..وهكذا دواليك الى ان يأخذ الله أمانته…
***
«حملة البورد السياسي» في الأردن… مثل أخصائيي المثال السابق ..كل منهم يهمّه ان «يزبّط» الجهة التي تقع في اختصاصه دون النظر إلى جسد الوطن ككل..ولكثرة ما صوّروا وحللوا، وفحصوا ،وقلّبوا ، وقلبوا ،، وغيروا ، وعالجوا ..يا خوفي أن،، «يفقعوا» بروستاتا هالوطن..