تتحدث بعض وسائل الإعلام عن عشاء جمع السفير الأميركي بعدد من رؤساء الحكومات والوزراء السابقين.
وبحسب هذه الوسائل الإعلامية، فقد تم طرح بعض الآراء الجريئة التي يرى أصحابها أنها تشكل مخرجا سياسيا للأردن، بعد حالة من استعصاء الإصلاحات التي وإن أصبحت ضرورة، إلا أنه لا يبدو أنها تحتل أولوية لدى كثير من صنّاع القرار في الدولة الأردنية، وبخاصة بعد أن كثرت الاجتهادات لدى مراكز القوى التي يفضي تضاربها بالضرورة إلى حالة من المراوحة.ويبدو من المعلومات المتوافرة، والتي رشحت عن عشاء العمل، أن هنالك إجماعا بين الحاضرين على أن هناك أزمة في إدارة الأزمة القائمة.
ولكن، هل السادة المجتمعون مع السفير الأميركي جزء من الحل أم جزء من المشكلة التي عصفت بالأردن؟ المعطيات تقول إنه بغض النظر عن وجود السادة “أعيان” البلد (والمقصود بالأعيان هنا رؤساء الحكومات والوزراء السابقين)، فإنهم طرف رئيس في إيصال البلد الى الحالة التي نحن فيها الآن، كما أن بعضهم كان يصر على البقاء في خانة رفض الإصلاح والدفاع عن مقدرات البعض.
وضمن هذه السياقات نتساءل عن شرعية الحديث في قضايا الوطنية مع الأصدقاء الأميركيين، خصوصا وأن هؤلاء المدعوين إلى العشاء لا يملكون شرعية الحديث عن الشارع، بحكم أن الشارع رفضهم في كل مسيرة يخرج فيها.
وما هي طبيعة الحوارات التي دارت ورؤيتهم الفذة للخروج من الأزمة؟ ربما نتفق أو نختلف مع بعض التحليلات التي قدمت عند السفير الأميركي، ولكن هل هذه الحوارات ستكون الحل السحري لفوضى الإصلاح؟
الضرورة الوطنية تقتضي أن يتم الحوار على مستوى الشارع الأردني وليس على صعيد السفارات؛ فالولايات المتحدة أو غيرها من الدول الغربية، يهمها معرفة مستقبل الأردن ومستقبل الإصلاح السياسي فيه لكي تستطيع بناء استراتيجياتها المستقبلية للتعامل مع الحالة الأردنية، وهذا مشروع في سياق الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية وعلاقتها، لكن كيف يمكن للمواطن العادي الذي خرج إلى الشارع أن يثق بكلا الطرفين؛ الأميركي والسادة “أعيان البلد”؟
ثمة تخبط أيضا تعاني منه السفارات في معرفة حقيقة ما يدور في الشارع.
وقد تأكد هذا عبر ما رشح من وثائق “ويكيليكس”، إذ بدت هذه السفارات عاجزة عن قراءة المشهد الداخلي الأردني.
الخروج من الحالة التي نعيشها يتطلب التعجيل بالانتخابات البرلمانية، والبحث عن حكومات تؤمن بفكرة الإصلاح السياسي، وأن تتم الحوارات المتعلقة بشأن الداخلي الأردني مع الشارع الأردني بعيدا عن السفارات التي هي أيضا جزء من المشكلة عندما تقدم قراءات خاطئة عن المجتمع وعن المستقبل السياسي للأردن. والمثل العربي صريح عندما يقول: ”
ما حك جلدك مثل ظفرك
الغد