يتوجه المعلمون عند الساعة العاشرة من صباح الخميس لانتخاب هيئات فروع نقابتهم التي تحولت من حلم إلى حقيقة بعد نضال سابق للربيع العربي خاضه المعلمون على مدار عامين انطلق هادئا في شباط 2010 ، وتحول صاخبا بعد تهميش مطلبهم ومحاولة الالتفاف عليه، فيما اطلق عليه ثورة المعلمين.
حراك المعلمين، أعاد صياغة التاريخ الأردني وفرض واقعا تنصلت الدولة منه على مدارس السنوات الماضية تحت مبررات سياسية تارة وقانونية تارة أخرى.
“الفيتو” الذي وضع على نقابة المعلمين على مدار 50 عاما كان يعكس تخوف من ظهور نقابة مسيسة تضاف إلى نقابات تشتغل بالسياسة فتكون مناكفة للدولة، لا سيما وأنها الأكثر تأثيرا وتمددا في مفاصل المجتمع الأردني، والحق “الفيتو” السياسي بفيتو قانوني عندما أفتى المجلس العالي لتفسير الدستور الذي أفتى في 13 كانون الثاني/يناير 1994، بعدم دستورية إنشاء نقابة للمعلمين، لأنها تخالف نص المادة 120 من الدستور.
غدا فيما يتوجه ما يقرب من 105 الآف معلم ومعلمة لصناديق الاقتراع، يكون المعلمون قد كسروا الفيتو السياسي من خلال حركتهم المنظمة والسلمية التي وجدت تعاطفا في الشارع الأردني، والفيتو القانوني عندما أفتى المجلس العالي لتفسير الدستور في العام 2011 بدستورية النقابة.
معلمون تحدث اليهم ” عمان نت” ابدوا حماستهم للمشاركة في الانتخابات التي شهدت منافسة كبيرة، عنوانها الدفاع عن حقوق المعلم التي هدرت على مدار سنوات طويلة.
في خضم المنافسة ذابت الفروق إلى حد كبير وتقاربت في مختلف البرامج الانتخابية التي قدمتها قوائم المرشحين، وانحصرت بين تحقيق مكاسب للمعلمين سواء كانت مالية أم معنوية، فيما ظهر الخلاف حول أليات تطبيقها وسبل تحقيقها بعد الانتخابات.
النتائج التي ستحسم مساء الخميس ستكون خطوة أولى لموعد انتخابي جديد في 13 نيسان المقبل ينتخب فيه الفائزون في الفروع نقيب المعلمين وأعضاء مجلس النقابة، ليكون نصاب النقابة قد اكتمل بشقيه.
وتعتمد الانتخابات آلية المختلط والذي يجمع بين الأغلبية على مستوى المديرية والقائمة المغلقة على مستوى المحافظة، وسمح لمؤسسات المجتمع المدني الرقابة والأشراف على الانتخابات في مختلف مراحلها من الاقتراع وحتى إعلان النتائج.
وبلغ عدد المترشحين لانتخابات هيئات الفروع على مستوى المملكة ولكافة المديريات بشكل مستقل 929 مرشحا موزعين على المحافظات.
محافظة العاصمة (294) مرشحا، مأدبا (35)، الزرقاء (104)، البلقاء (47)، اربد (162)، جرش (43)، عجلون (39)، المفرق (77)، الكرك (75)، الطفيلة (22)، معان (17)، العقبة (16) مرشحا.
فيما بلغ عدد المرشحين على القوائم البالغ عددها 29 قائمة 348 مرشحا، فازت قائمتان منهما بالتزكية في محافظتي مادبا ومعان.
وتوزعت القوائم: العاصمة (4) قوائم، مادبا قائمة واحدة فازت بالتزكية، الزرقاء قائمتان، البلقاء قائمتان، اربد (3) قوائم، جرش (3) قوائم، عجلون (3) قوائم، المفرق (3) قوائم، الكرك قائمتان، الطفيلة قائمتان، معان قائمة واحدة فازت بالتزكية، العقبة (3) قوائم.
إن جاز إطلاق وصف الثورة على حراك المعلمين، فإنها الثورة الأولى التي سبقت الربيع العربي وأنجرت أهدافها قبل ثورات الربيع العربي، عندما يتوجه المعلمون إلى صناديق الاقتراع منظمين كما كانوا في اعتصاماتهم ومسيراتهم.
