سلام على الذين ما ظَلموا مهما ظُلموا، سلام على سدنة الحروف، أرباب الصفوف، سلام على الجيوب المملؤة، بأقلام التلوين، سلام على الايادي المغمسة بالطباشير، سلام على دفاتر التحضير، سلام على كأس الشاي المشروب بين الحصتين، على الضمير الواقف بين غصتين، على جرس المدرسة النحاسي، على صفير الشبابيك في الشتاء، سلام على سبورة حضنت كل درس فما ضجرت بـ (ألف)، ولا ضاقت بــ(ياء )، سلام على باكيت دخان «الريم»،سلام على الاخلاص المقيم، سلام على صوتهم المبحوح في الحصة السادسة،على ترانيمهم الناعسة، سلام، على وجوههم المشغولة بالمسائل،، الغارقة في المبني، للمجهول، الباحثة عن الفاعل، .. سلام على خبز «الترويحة» الذي يحملونه فوق كتبهم ، على أوراق الامتحانات مادة سهرهم،سلام، على قوائم، المشاغبين وادوار «التكنيس»،، على قسط «الجمعية» المعزول في الجيبة الخلفية …سلام على ارباب السلام…
سلام على معلّمينا الذين علمونا استقامة الحرف واعتدال السطر، سلام على الذين حرثوا فينا النضال وزرعوا الصبر، سلام على الذين أبكونا لنُضِحك، وضربونا لنُشفق،وعاقبونا لنستقيم،، وخطّأونا لنصوّب ..سلام على كل الذين رحلوا عنا بأبجديتهم باكراً، أو سافروا ذات فصل ولم يعودوا الى الان ،، سلام لمن، تقاعدوا بأعمارهم، سلام للذين ما زالوا يرونا «صغارا» ..سلام للذين لم يحنوا ظهورهم الا للعمر ولله..سلام على طاهري القلوب شامخي الجباه…
***
يا رسُل الأبجدية..يا حماة «الحرف» وأصحابه.. ،
غدا سيكون «للحق « نقابة..
فألف مبروك..
احمد حسن الزعبي