أحمد حسن الزعبي
كان عندما (يتيّس) أحدنا في امتحانات المدرسة اليومية ، وتخلو دفاتره من أي «صحّ» أو كلمة إشادة أو تشجيع واحدة ..كنا نقوم بوضع اشارة (صحّ) كبيرة على صفحاتنا المحشوة بسواد الأخطاء ونكتب تحتها بالأحمر (أحسنت يا بطل)..ثم نشتري كرتونة ملونة «بشلن» من مكتبة قريبة تحتوي نموذجا لشهادة تقدير، وندعو أوضحنا خطاً وأفصحنا لغة ليكتب لنا فيها كلمات الإطراء والتفوق والتميّز..
بعض النواب (..) في اختباراتهم الرقابية والتشريعية لم ينجحوا في امتحاناتهم الشعبية ، وخلت دفاتر انجازاتهم من (صحّ) أو كلمة إشادة او تشجيع واحدة ،بعد ان ملأ سواد خطاياهم صفحات جلساتهم ..فلم يجدوا سبيلاً الا أن يضعوا اشارة (صحّ) لأنفسهم وعبارة (أحسنت يا بطل)..مانحين ذواتهم شهادات تقدير ملونة عبارة عن (جوازات سفر) دبلوماسية لتفيد التفوق والتميّز..مع ايمانهم بقرارة أنفسهم ، انه مجرد (مكسب) مزوّر.. للضحك على النفس..التي عافت افعال صاحبها !!!
لا أدري ما الذي تضيفه (حمرة) الجواز لصاحبه عندما يقف في طابور الجوازات في بلد اجنبي أو عربي ؟..وماذا يعنيني أنا كموظف في المطار ان مرّ عليّ نائب من البرتغال او وزير سابق في موزمبيق أو «عين» من زيمبابوي …اذا كانت هيلاري كلينتون وزيرة خارجية أعظم دولة في العالم … كلها ع بعضها «مش مساوية فايدة»؟ فكيف عن نائب لدائرة انتخابية في منطقة نائية أو وزير سابق في حكومة مطلوب ثلاثة أرباعها لمكافحة الفساد..في دولة من دول العالم الثالث؟؟!!!..
جواز سفر دبلوماسي؟؟ هل يعتقد النواب انهم اذا وصلوا باريس أو لندن مثلاً..أن تقول لهم صبية فارعة الطول صارخة الجمال في قاعة «v.i.p» …»اهلاً بالأحمر» ثم يفرش لهم السجاد الرئاسي ويستعرضون حرس الشرف ويبتسمون لعدسات التلفزة العالمية ..وترمى من نوافذ سياراتهم أوراق تطلب منهم وظيفة «حارس ليلي» لفرانك أو «إعفاء طبي» لأنجليك..او مقعد جامعي ل»فرانسوا»؟…خالصة مالصة !!..خارج فخذ عشيرتك لا أحد يدري من أي ماء تشرب يا سعادة نائب عين الوزير !!!…
اما اذا اردتم جوازات دبلوماسية تتباهون بها في الداخل..برضه (ما ينعزّ)!! لم نفتتح بعد مطارات في ساكب و ام القطين وكثربا والذنيبة وزوبيا و المشيرفة وزي واليادودة وعين البيضا وكفر ابيل وام جوزة حتى تبرزها للمسافرين معك على الرحلة…أما اذا كنتم تقصدون التباهي ولا بدّ..تستطيعون أن تعلقوا الجواز برقبتكم بسلسلة ذهبية مثل التمائم..أو تعلقوه «بدبّوس» على ياقات «جاكيتاتكم» أو (شنكلاً) يلم طرفي ربطات عنقكم!!..
***
كلما زاد عدد حاملي فئة «الأحمر» ..كلما صرت أكثر التصاقاً وقناعة بالأخضر..
الراي