عبدالهادي راجي المجالي
على بعد أمتار من منزل حابس المجالي أقيم اعتصام 24 آذار ليلة أمس ولا أدري ما الذي دفعهم لذلك…ربما تكون الصدفة هي التي وضعتهم في هذا المكان.
ولكن أود أن اكتب بعض الملاحظات للذين قادتهم الصدفة ليعتصموا أمام منزل حابس المجالي….
* هم 24 آذار وحابس قتل في معركتين من اليهود عام 1948 ما يقارب ال (3200) جندي وهما :- باب الواد، واللطرون…وحين حسم الأمر في باب الواد أراد التقدم لاقتحام منطقة تسمى (يلدا) حيث ارسل كلوب باشا برقية سرية تدعو الى ايقاف الكتيبة الثانية العمليات القتالية فكان من الرائد حابس المجالي أن أرسل ل كلوب القصيدة التالية :-
ما ريد انا منك هدنة يا كلوب،،،، خلي البواريد رجاده
بيوم قيض بحر الشوب،،،،،،،،،،، والنار بالجو وقاده
خلهم يحسبوا لنا المحسوب،،،،،، أنا على الموت وراده
صهيون اترك لنا المغصوب،،،، وأبعد عن القدس وبلاده
أختلف المؤرخون اليهود حول هزائمهم، ويقال أنهم أرادوا بعد هاتين المعركتين أن يغتالوا حابس المجالي شخصيا وحاولوا مرارا..ومن ضمن المفارقات الغريبة أن باب الواد ظلت تقض مضجع اليهود الى الدرجة التي حدثت فيها مشادات كلامية بين أعضاء من حزب العمل والليكود في الكنيست الإسرائيلي عام (2000) حين أعترف أحد أعضاء الكنيسة بعدد القتلى الحقيقيين في باب الواد وهو :- (2000). واثار هذا العدد حفيظة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي ترفض الإفصاح عن اعداد قتلاها غالبا مما حدا بالكنيسة لتقليل العدد الى (1000).
* لا أحد من المؤرخين العسكريين في الأردن اشار الى حقيقة مهمة وخطيرة…وهي أن باب الواد واللطرون كانتا من أدق وأخطر المعارك لأن الانتصار فيهما كان يعني تحرير القدس نهائيا…بحيث تم تأمين مداخلها جميعها وتم القضاء على جزء كبير من الوجود الصهيوني في القدس الغربية
* لا أحد يعرف حقيقة مهمة وهي أن توقيع معاهدة السلام الإسرائيلية الأردنية كاد أن يتأخر لأن المشير حابس المجالي رفض الحضور وحين ألح رابين ومعه قادة المؤسسة العسكرية…وأمام ضغط المؤسسة الرسمية الأردنية وافق المشير المجالي بشرط أن لا يقوم بالسلام على أحد من اليهود وأن يكون حضوره بروتكوليا فقط..وفي ذلك اليوم التقطت له الصحافة الإسرائيلية الألوف من الصور وكان يشيح بوجهه عن كاميراتهم..ويقال أن الصحافة الإسرائيلية لم تتركه وظلت تلتقط الصور له حتى وهو يغادر المكان.
* على باب المنزل اعتصمت (24) آذار وللمنزل تاريخ مهم حيث تحول في أحد الأعوام وبالتحديد الغرفة الصغيرة وفي الجهة الجنوبية إلى مكان سري للتخطيط والعمليات..وقد وضع المشير بنفسه خطة لعملية مهمة جدا كانت مفصلية في تاريخ الأردن…وظل يسهر حول الخرائط حتى الساعة الخامسة فجرا..ووقتها لم ينم قرر أن يغادر فورا إلى مكتبة في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية
* وحين كانت عمان تدك…والموت على الشرفات وفي الشوارع كان المشير ينظم قصائده النبطية ويحمس الجنود فكل فصيل كان يلتقط ما قاله حابس على مسمع الضباط ويقال أنه في ساعات عصيبة أنشد :-
وش علمك بالمراجيل يا ردي الحيل
وش علمك بالمراجيل والمشي بالليل
حنا رجال البلد حنا كراسيها
حنا رماح القنا ل اتعكزت فيها
* ما لا يعرفه الناس عن حابس أنه في باب الواد قاتل بالسلاح الأبيض حين نفذت الذخيرة من جنود المشاة في الطرفين..وحين عاد لموقع القيادة كي يعيد تنظيم الكتيبة ويؤسس لهجوم التطهير أي:- تنظيف المنطقة من اليهود كان معه طبيب الكتيبة…فحاصرته سرية إسرائيلية متسللة…ويومها كانت في المسدس طلقتان فقط…وحين سأله الطبيب..ماذا سيفعل أجاب حابس :- (طلقة ع العدو وطلقة في راسي) وقد برر المشير ذلك بأن القائد لا يقع في الأسر وأن وقع فتلك ستكون وصمة عار في تاريخه العسكري…واستطاع ثلة من العسكر وقتها أن يلتحموا مع القوات المتسللة وأن يفكوا الحصار عن موقع القيادة..ولكن حابس ظل أخر المقاتلين وحين شاهد طباخ الكتيبة القائد حابس..يقاتل بالخنجر قرر أن يشترك هو نفسه بالقتال وأستشهد بعد أن قتل جنديا إسرائيلياً خنقا….قيل وقتها عن المشير حين كان يلتحم أنه قاتل بالخنجر الذي معه وأصاب وقتل العشرات من اليهود.
* لم ينجح اليهود في اغتياله وقد قرروا ذلك مبكرا..وقد عرف عن هذا الضابط أنه كان يرفض التخندق في مكاتب القيادة وكان يقود هو بنفسه القتال ومما يجهله البعض عن حابس أنه كان من أمهر الرماة..وكان مفتول الزند قوي البنية…ولم يجلس يوما في الخطوط الخلفية.
* في باب الواد بكى المشير ليس على النصر ولكن لأنه وصل على بعد أمتار من منطقة (يلدا)..وكانت ساقطة تماما..وكانت تشكل رأس حربة لاندفاع القوات إلى الداخل…ومع ذلك لم يسمح كلوب بالأمر.
على باب منزل حابس اعتصمت أمس قوى ما يسمى ب (24) آذار وهذه القوى استخدمت حناجرها بالهتاف فقط بالمقابل، حابس استعمل زنديه وعقله وقتل ما يقارب ال (3200) يهودي في معركتين حول القدس فقط.
حزنت على المشهد أمس وأبكاني ما أبكاني…وقلت في داخلي :- أين هم من حابس…..أنا أطلب من عطوفة قائد الدرك وعطوفة مدير الأمن العام فقط أن ينقلا اعتصامات الاخوة في المرة القادمة بعيدا عن منزل من اقام الذبح في اليهود ومن أمن الناس على حياتها في عمان..أطالب منهم أن يتركوا روح هذا البطل تطوف في حجارة الدار وفي غرفها مزهوة بالذكريات…قريرة العين مطمئنة…
واسمحوا أن أسأل سؤالي التالي :- أين أنتم من روح حابس من بندقية حابس من تاريخ حابس…
هل سيقرأ السادة في التوجيه المعنوي هذا المقال..هم اسجل عليهم عتبي أيضا فقد انسحبوا من مشروع ترميم البيت….ألم يكن حابس سيد العسكرية الأردنية ؟…فلم الانسحاب.