يستعد ” المجلس الوطني السوري ” أو مايسمى ” مجلس أسطنبول ” للانعقاد في تركيا على وقع معلومات شبه مؤكدة بانفراط عقده بعدما قرر ما يقارب الثمانين من أعضائه الانسحاب منه او الانشقاق عنه، فيكون بذلك هو الانشقاق الثالث الذي يحصل منذ مؤتمر ” أصدقاء سوريا ” الذي عقد في تونس قبل مدة .. يقال إن الاتراك يحاولون منع الانشقاق ريثما يتحقق المؤتمر، او عدم إعلانه أثناء انعقاده كيلا يؤثر على مسار الأمور داخل سوريا خصوصا بالنسبة للمسلحين ولما يسمى جيش سوريا الحر وغيره من قوى المعارضة التي لم تجد حتى الآن ورغم مرور سنة على الأزمة السورية نقاط التقاء لتوحيدها.
ومن المعلومات أيضا أن قرار الانشقاق اتخذه الدكتور عماد الدين الرشيد الذي يعتبر الأقوى في المجلس المذكور، لكن أنقرة ضغطت لمنعه من إقامة المؤتمر الصحافي لهذه الغاية، وحاولت جاهدة التهدئة داخل المجلس كي يمر بسلام خصوصا وان تركيا تلوح من جديد بغقامة منطقة عازلة مما يستدعي التفافا حول خطوتها، وليس انفراطا لقوة سياسة إعلامية تؤازرها، كما هو حال المجلس الأسطنبولي، حتى ولو كان بعيدا عن التجانس الفكري والعملي، ورغم علمها بأن لكل معارض فيه ارتباطا بطرف دولي وبخلفيات استخباراتية وأن الجناح الأقوى بداخله هو لبرهان غليون الذي تشد من أزره أطراف متعددة وهي التي أعادت تجديد رئاسته للمجلس.
التحدي الذي يواجهه مجلس أسطنبول والذي قد يعيد ترميمه نسبيا هو تقرير كوفي أنان الذي يقوم بمساع لدى موسكو وبكين باعتبارهما الطرف المؤثر جدا على النظام السوري .. لكن البعض يتخوف من أحداث أنان اختراق في موقف الدولتين كتلك التي حصلت عام 1967 حينما أيقظ السفير السوفييتي في مصر الرئيس جمال عبد الناصر من نومه ليبلغه أن مسألة حشد القوات المصرية في صحراء سيناء ستحل سلميا وأوصاه بناء على موقف من الرئيس السوفييتي آنذاك بريجنيف ألا يقوم بأي هجوم، وبهذا الموقف السوفييتي وقعت موسكو في حبائل الخديعة الصهيو ـ أميركية حين هاجمت القوات الاسرائيلية صبيحة ذلك اليوم بالتحديد مصر وأوقعت فيها هزيمة كبرى.
من هنا يعتقد البعض أن أنان يعمل على كسب الوقت وعلى تخدير الموقف السوري الذي تقدم عسكريا وأمنيا على الارض مقابل سعيه ايضا لتخدير الموقفين الروسي والصيني الأمر الذي قد لا يحصل باتجاه يقظة البلدين لهذا الأمر، فيما سيف الاتهامات الاسرائيلية ضد أنان جاهز لاتهامه بالسرقة والفساد وبأن نجله استحوذ على أموال غير شرعية، وبذلك تبدو مهمته مشكوكا فيها، وهو ماقد يعجب مجلس اسطنبول ويتمناه، وسيكون له تأثيره المباشر على اعادة لملمة وحدته التي تتجه للانفراط.
