اليوم يصادف الذكرى الثامنة لاستشهاد الشيخ المقعد .. كان ذلك في 22/3/2004، وبعد خروجه من المسجد حيث كان يؤدي فريضة صلاة الفجر.
أحمد ياسين أو الشيخ المناضل .. صدق الله فصدقه ورفع راية الحق فرفع الله ذكره، هز الكيان الصهيوني هزا من على كرسيه المتحرك قهر الأعذار وتغلب عليها وأقام الحجة على الأصحاء حكاماً ومحكومين.
لم ينفذ عمليات وإنما ربى جيلا ًيعد و ينفذ وقدم للأمة جيل النصر، كان محباً -رحمه الله- للشهادة وحريصاً عليها، وكان أشهر خطيب عرفه قطاع غزة في ظل الاحتلال لقوة حجته وجسارته في الحق.
ولد الشيخ أحمد ياسين عام 1938 في قرية الجورة، قضاء المجدل جنوبي قطاع غزة، تعرض لحادث في شبابه أثناء ممارسته للرياضة، نتج عنه شلل جميع أطرافه شللاً تاما، إلا انه وبرغم ما اصابه، انتظم في صفوف جناح المقاومة الفلسطينة، وأسس حركة حماس عام 1987.
اعتقل عام 1983 و1989 وواجه في الأولى حكما بالسجن 13عاما ثم آخر مدى الحياة مضاف إليه خمسة عشر عاماً، بعد أن وجهت للشيخ لائحة اتهام تتضمن 9 بنود منها التحريض على اختطاف وقتل جنود صهاينة وتأسيس حركة “حماس” وجهازيها العسكري والأمني، ويصمد 8 سنوات أمام التعذيب و ظروف الإعتقال الصعبة ثم يفرج عنه في إطار عمليات تبادل بعد محاولات اغتياله وتكرار التهديدات بقتله على ألسنة كبار القادة العسكريين الإسرائيليين.
وفي 22 مارس 2004 أغارت عليه مروحية إسرائيلية بثلاث صواريخ مباشرة بعد خروجه من المسجد إثر صلاة الصبح فأكرمه الله بشهادة طالما حلم بها.
يذكر أن جلالة الملك المغفور له -بإذن الله- الحسين بن طلال كان سببا بعد الله في الافراج عن الشيخ ياسين من سجون الاحتلال، بعد محاولة فاشلة للموساد الاسرائيلي لاغتيال خالد مشعل .. فحينها اتصل جلالة الملك الراحل بالرئيس الأمريكي بل كلينتون، وقال له: “ملف إتفاقية وادي عربة بين يدي .. سأمزقها إذا مات خالد مشعل”، فكانت نتيجة هذا الاتصال علاج مشعل والافراج عن الشيخ احمد ياسين، وأمر جلالته بعدها بعلاج الشيخ الراحل وعلى حسابه الخاص في المدينة الطبية، وقام بزيارته شخصيا هناك.
من أقوال الشيخ أحمد ياسين، والتي تخط بماء الذهب:
إن “إسرائيل” تشهد وضعا منهارا بينما نحن في وضع قوي جدا، في الشارع الفلسطيني اسأل أي امرأة أو رجل إذا كان يريد الاستشهاد سيقول لك :نعم !
لقد أثبت شعبنا علي مدار التاريخ أنه الأقوى شكيمة والأصلب إرادة بين شعوب العالم قاطبة، ولديه من الطاقات والثوابت الإيمانية ما يؤهله لخوض معركة طويلة تستمر حقبة من الزمان .. وأن التضحيات الجسام هي التي صقلت فيه حب الشهادة وزادت في نفوس أبنائه جرأة المقاومة والدفاع عن شرف الأمة ومقدساتها”.