أنا ذاهب؛ الآن إلى (الكرامة) القرية.. ثمة ما يشير إلى احتفالات عارمة في مثل هذا اليوم.. فقد صدّت قوات الجيش العربي والمقاومة الفلسطينيّة (غزوة) الجيش الإسرائيلي اللقيط.. ولقنته درس التصدي والتحدي معاً. يومها؛ لم أكن قد ولدتُ بعد..ولكنّ حياتي كلها التي قضيتها في (الكرامة) القرية شاهدة على ذلك.. ومئذنة مسجد (المحاسرة) ما زالت للان تحمل آثار القصف الإسرائيلي.
بإمكاني الآن أن أغرقكم بشتّى الجمل (الانشائية) التي علّمونا إيّاها في حصص التعبير..ولكنني أريد أن أستغل هذه المناسبة وأتحدث عن أبناء قريتي (الكرامة) والذين يلوكون الفقر على مدار الساعة.. ويعيشون التهميش بأبهى صوره.. ويتعاملون مع ويلات الألم بكل تفاصيل قصصهم..!
فالكرامة القرية..لو كانت في مكان عالمي آخر..وحدثت فيها معركة أسطورة كالتي حدثت؛ فستتحول كل القرية إلى معلم حضاري.. وسيُعامل أبناؤها وأهلها بخصوصية.. ولكن أن يتم تجاهلها إلى هذا الحد.. ولا يحصل أبناؤها إلاّ على ما يبقيهم على قيد التنفّس.. فهذا أتركه لمن يهتمون بصنع التاريخ وتقفّي آثاره..!
فقط أدعوكم للعودة إلى قريتي..ونبش ذاكرتها على مدار العام.. وليس في ساعة واحدة من يوم واحد من عام كامل.. وجّهوا عيونكم إلى الكرامة القرية.. وافتحوا آذانكم إلى أنين أهلها..لأنهم من بقايا الذاكرة.. ويستحقون أن نفتح لهم الأبواب المغلقة..!!
صباح الخير أيتها الكرامة..وعلى أبنائك جميعاً.. أعماماً وأخوالاً.. وأصدقاء وأتراباً.. وحكايتي الشخصية التي تحملني وأحملها ولا يتعب كلانا.