زهير عبد القادرالخادمة او كما تسمى في المجتمعات المتطورة (مدبرة المنزل) تعتبر موظفة عند الأسرة التي تعمل عندها بموجب عقد عمل يبين واجباتها بالتفصيل وحقوقها وراتبها وطريقة دفع الراتب وعدد ساعات العمل اليومي…وهكذا…واود ان اقص عليكم في بداية خاطرتي لهذا الصباح قصة صديقي الالماني والذي اراد ان يأخد معه خادمة من عمان الى المانيا واتفق هنا مع احد المكاتب على (خادمة) من أصول أسيوية ترغب بالعمل في المانيا…وعندما ذهب صديقنا الى دائرة العمل الألمانية طلب منه اولا عقد العمل مفصلا ومقدار الراتب وعدد ساعات العمل وشهادة التأمين الصحي لها ووصف السكن المخصص لأقامتها والتعهد بأن يدفع لها اجورا اضافية اذا عملت في بيته اكثر من ثمان ساعات يوميا و في ايام العطل الرسمية .
ما لفت نظري هنا في مجتمعنا الأردني معاملة بعض الأسر السيئة للخادمة (مدبرة المنزل) فعليها ان تعمل كل شيء في المنزل دون استثناء غسيل كوي وتنظيف المنزل وتحضير الطعام ورعاية الأطفال واللعب معهم وشراء حاجيات الأسرة من البقالات واراها ايضا تحمل الطفل في المنتزهات العامة والمولات وتسير خلف ربة البيت(سيدتها). ولا يقتصر العمل على ذلك فقد ترسلها ربة البيت وبعد ساعات طويلة من العمل في بيتها الى بيت ابنتها او صديقاتها او امها للتنظيف عندهم…وصدقوني اصاب احيانا بالدوار عندما ارى (الخادمة) تنظف زجاج نوافد الغرف في الطابق الثالث او الرابع وهي تمسك الحائط بيد وتنظف باليد الأخرى في منظر يسبب الدوران والأسى في خطورته.وعندما تنظر في وجوه هؤلاء (الخادمات) ترى بوضوح تام الألم والمعاناة…ألم الغربة والأغتراب وألم التعب وألم تحمل قسوة بعض الأسر عليهن…وتتهم الخادمة بعد ذلك بالخيانة عندما تهرب الى سفارتها طالبة الحماية والمساعدة …
مدبرات المنازل(الخادمات) حضروا الى هنا بحثا عن لقمة العيش فهن في الغالب امهات لأطفال شاء القدر والفقر والحاجة ان يحرمهم من حنان امهاتهم التي جاءت لتعمل بشرف وعزة نفس وتتحمل الغربة والقسوة من اجل تأمين لقمة العيش لهم …الخادمة يا سيدتي انسان مثلك لها احاسيس ومشاعر تماما كمشاعرك ولها كرامة تماما كما لك انت كرامتك وشخصيتك…هي تحب وتكره وتفرح وتحزن وتضحك وتبكي…ولها حقوق وواجبات…لم تحضر الى هنا لتسمع الشتائم والمسبات من افراد الأسرة…لم تحضر الى هنا لتأكل بقايا الطعام…انها انسانة تقوم بواجبها بكل وفاء واخلاص ويجب ان لاننسى ان لها حق الاحترام والتقدير الانساني.
المفرح هنا حقا انني شخصيا اعرف أسرا أردنية كريمة تعامل (الخادمة )كأبنة لها وهي صديقة وفية لبنات الأسرة واختا كريمة لشبابها…شكرا لهذه الأسر الكريمة ونتمنى على بقية أسرنا الأردنية الكريمة ان يتعاملوا مع هذه الفئة من البشر باسلوب حضاري ثقافي وعاملوهم كما تحبون انتم ان تتعاملوا….صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com