كثيرات هن الفنانات السوريات اللواتي جسدّن دور الأم في المسلسلات والأعمال الدرامية، فشكّلن جزءاً كبيراً من نجاح الشخصية بعدما استطعن إقناع المشاهد بأدائهن. إلا أنّ هناك عدداً كبيراً منهن لم يعشن هذه التجربة في الحقيقة، وضحّين بأمومتهن في سبيل النجومية والشهرة. هكذا، كان الفن عائقاً أمام الأمومة.
وعلى رأس هؤلاء الممثلة نادين خوري التي تعتبر من الممثلات اللواتي جسدن دور الأم وبرعن فيه. ورغم أنّها ليست أماً ولا متزوجّة، إلا أنّها استطاعت إقناع المشاهد بإحساسها مع كل عمل قدّمته، خصوصاً دورها في مسلسل "حاجز الصمت" وجسدت حينها شخصية الأم الشجاعة التي تكتشف إصابة ابنها بفيروس الإيدز.
كذلك، فإن سمر سامي من بين الفنانات اللواتي ندرن أنفسهن للفن. أتقنت الممثلة السورية تجسيد جميع الأدوار ومن بينها دور الأم في العديد من المسلسلات أبرزها في "أهل الراية" عندما قامت بتأدية شخصية "أم رضا" الأم والمرأة المكافحة التي تعيش حياة مأساوية، وتعمل بجد كي تعيش بكرامتها وتحافظ على نفسها وتربي ابنها اليتيم. كما أحاطت نفسها بسور
من الصلابة والعفة لكي ينشأ ابنها بجو من الكرامة وعزة النفس.
من ناحيةٍ أخرى، لم ينحصر دور الأم في الدراما بالفنانات القديرات والمتقدمات في السنّ. هناك العديد من النجمات السوريات اللواتي جسدن دور الأم وهن لا يزلن عازبات أو متزوجات لكنهن لم يرزقن بأطفال بعد. ومن بينهن نسرين طافش. ورغم زواجها في الحقيقة، إلا أنها لم تنجب حتى الآن.
لكنها برعت في تجسيد دور الأم في مسلسل "جلسات نسائية" الذي عرُض في رمضان الفائت وحقق نجاحاً جيداً. وقد أدت نسرين هنا دور "هالة" الأم الأرملة التي تجاري ابنتها وتتعامل معها كصديقة خصوصاً عندما تقع في حب "عدنان" (باسم ياخور) فيدخلان في علاقة حب قاسية بسبب رفض ابنتها زواجهما. وقد بدت نسرين أماً شابة وعصرية في تعاملها مع ابنتها.
كذلك، فإن شكران مرتجى ومرح جبر جسدتا أيضاً دور الأم في الكثير من المسلسلات رغم عدم خوضهما تجربة الأمومة بعد. كذلك هي الحال بالنسبة إلى الفنانة قمر خلف التي جسدت دور الأم في أكثر من عمل كمسلسل "طريق النحل" الذي أدت فيه شخصية الأم التي تفقد أبناءها لتعود وتلتقيهم بعد عشرات السنين.
ولطالما أخذ دور الأم في الدراما السورية حيزاً كبيراً في أي مسلسل خصوصاً الأعمال الاجتماعية التي تحاول أن تعكس الواقع الحقيقي. إذ ظهرت مسلسلات ركّزت على الأم ومشكلاتها ومعاناتها وفرحها أيضاً، منها "أمهات" الذي عرُض قبل سنوات.