مع مرور أكثر من عام على انطلاق الحراك السياسي الشعبي الأردني تجاه محاربة الفساد ومحاسبة المسؤولين، ترافق معه ظهور شعارات يراها البعض بالإشكالية من حيث إساءتها للوطن ولرموز أو من يراها بالنتيجة الطبيعية للعقلية الأمنية تجاه المواطنين.
فهذه الشعارات لا يراها الناشط في الحراك الشبابي عبدالله محادين بالمصطدمة بالخطوط الحمراء لطالما أنها تعرّف الفاسد بالفاسد كان من كان.
لكن مسألة الشعارات ما هي إلا تعبير واضح وصريح عن ازدياد الشعور بالإحباط، كما يقول الناشط السياسي لبيب قمحاوي، “بالتالي ستبقى الشعارات مرتفعة وهو على أي حال حق مشروع”.
هذه الشعارات ما تزال تراوح مكانها على ما يقوله الكاتب في صحيفة “العرب اليوم” نبيل غيشان، الذي يعتقد أن ثمة طارئون على العمل السياسي، فرغم وضوح مطالبات الأحزاب لكن يقابله أفراد لا أحد يعرف من أين أتوا وماذا يريدون وفجأة ترتفع شعاراتهم إلى سقف ليس سياسي أبدا إنما شتائم وإهانات لشخصيات ورموز لم نعتد عليها أبدا”.
ويضيف غيشان أن هذا ما يخلق فوضى وبلبلة في الحراك الميداني وهو تجلى في مسيرة الجمعة الماضية التي ساءت للحراك بسبب وجود هذه الشعارات، “آن الأوان لأن ينتقل مطلب الاصلاح لمرحلة متقدمة واكثر تطورا ويكون ذي علاقة بواقع الناس من حيث مكافحة الفساد والديمقراطية الحقيقية والشفافية والتشريعات ومؤسسات الدولة والبرلمان”.
ومنظار الشعارات وتجاوزها على الأشخاص أو جهاز المخابرات العامة مرده كما يقول لبيب قمحاوي هو تجاوز الجهاز حدوده وقد أتثبت قضايا تورط فيها مدراء في الجهاز بقضايا فساد صدق ما ينظر إليه المواطن، فيما بات ينظر إليه على أنه واحدا من أجهزة الفساد في الحكومة عكس ما كان عليه في السابق من حيث الكفاءة.
عن تطور الشعارات منذ عام على انطلاق الحراك الأردني؛ فالأمر بالنسبة للناشط محادين مربوط ارتباطا وثيقا بالتصعيد من قبل النظام أو الجهات المختلفة، ويسوق أمثلة: “حادثة سلحوب أو الديوان في الطفيلة واعتقال الشباب في أحرار الطفيلة دون سند قانوني وغيرها الكثير من الحوادث تؤثر على هذه الشعارات فبالتالي عليهم أن يتفاجئوا عندها”.
ويرد محادين على غيشان بأنهم لم يخترقوا في الشعارات مصالح الوطن طالما أن الوطن هو مرادنا واكبر من اي شخص او شعار.
لكن غيشان يعتقد أن الدولة الأردنية قد تكون تأخرت في الاستجابة للمطالب الاصلاحية لكن هذا لا يعني “أن نقاتل الناطور طلبا للعنب”. وثمة تجاوب حكومي مع العديد من المطالبات السياسية من التراجع عن رفع فاتورة الكهرباء والاصلاحيات الديمقراطية وقانون الاحزاب والانتخاب والتعديلات الدستورية هي لم تتحقق إلا بضغط الشارع، يقول غيشان.
يدرك الناشط محادين أن الحركات الشبابية مقصرة في الجانب المطلبي الذي ينسجم مع هموم المواطنين المعيشية، ويتابع “ما نزال نبحث عن الربط ما بين المطلبي والسياسي وهما متلازمين لكننا ما نزال نبحث عن الربط الواضح ويدلل على نجاح حراك بصمتك بتكلفك التي اثنت الحكومة من اعادة تعرفة الكهرباء وكان المواطنين يتجاوبون مع القضية بشكل كبير على اعتبار أنها ممارسات سياسية متمثلة بخصخصة الكهرباء”.
وما يرمي إليه غيشان هو حاجة الحراك الميداني إلى تنظيم أكثر فالحوار في الشارع لا يمكن أن ينتج إلا خرابا لكن في إطار تنظيمي يكون أكثر تأثيرا. “إذا كانت المسألة فردية في أن أقول ما أريد والآخر يقول ما يريد فهذا أمر تخريبي وعلى الناس أن تدرك ما يرددونه من شعارات كما ويدركوا من يقودهم ويهتفون من ورائه.
من الملفت مؤخرا ما ينظر إليه على أنه ارتفاع سقوف مطالب العديد من الحركات الميدانية والتي باتت تطالب بمحاربة الفاسدين في قلاع ما كان يوما يلفظ اسمها في شعاراتهم يفسرها البعض على أنها في حكم الديمقراطية طالما أنها سلمية ولا شيء غيرها.