اجرى وزير الخارجية ناصر جوده مع نظيره النمساوي مايكل سبيندليجر في فينا اليوم مباحثات تركزت على العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات والاحداث التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط اضافة الى اخر المستجدات والجهود المتعلقة بعملية السلام.
واكد الطرفان خلال اللقاء حرصهما على الحفاظ على العلاقات القائمة بين الاردن والنمسا والبناء على ما تم انجاه في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية خاصة وان الاردن حصل على الوضع المتقدم في علاقاته مع الاتحاد الاوروبي.
وبحث الطرفان امكانية زيادة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتوافرة في الاردن لاسيما وان الاردن يتمتع بموقع جغرافي مميز وينعم بالامن والاستقرار متفقين على اهمية تنظيم زيارات لشركات ومستثمرين نمساويين الى الاردن لهذه الغاية.
واكد الجانبان على اهمية تبادل الخبرات بين البلدين والاستفادة منها خاصة فيما يتعلق بالاستفادة من الخبرات النمساوية في مجال الطاقة المتجددة وادارة المياه والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وناقش الطرفان اهمية دعم النمسا لمفاوضات الاردن مع الاتحاد الاوروبي من اجل حصول الاردن على تسهيلات في مجال التنقل والحركة بين الاتحاد الاوروبي والاردن وايضا المفاوضات المتعلقة بالتوصل الى اتفاقية تجاره حرة شاملة ومعمقة.
وبحث الطرفان زيادة التعاون السياحي بين البلدين وجذب المزيد من السياح النمساووين والاوروبيين الى الاردن للاطلاع على المعالم السياحية والارث الديني الذي يزخر به .
كما بحث الجانبان تطورات عملية السلام والجهود المبذولة في هذا الاطار ،مؤكدين انه لا بديل عن اعادة الطرفين الى طاولة المفاوضات لاحراز تقدم ملموس على صعيد عملية السلام مستعرضين بهذا الصدد نتائج وحيثيات اللقاءات الاستكشافية التي عقدت في عمان برعاية اردنية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي .
واكد جوده استمرار الاردن بذل الجهود كافة وبالتعاون مع مختلف الاطراف ذات العلاقة بما فيها الرباعية الدولية ولجنة مبادرة السلام العربية لدفع عملية السلام مستعرضا الجهود الاردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني لكسر الجمود في عملية السلام خاصة وان للاردن مصلحة في قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 ، استنادا الى الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية بحيث تعالج كافة قضايا الحل النهائي بما يصون بالكامل المصالح الحيوية الاردنية المرتبطة بهذه القضايا.
وشدد على اهمية الدور النمساوي والاتحاد الاوروبي في دفع جهود السلام .
وتطرقت المباحثات للملف السوري حيث اعاد وزير الخارجية التاكيد على موقف الاردن الرافض للتدخل العسكري الاجنبي بسوريا وضرورة الحفاظ على امن وامان ووحدة سوريا.
من جانبه اكد الوزير النمساوي تقديره لموقف الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وجهوده لتحريك عملية السلام واخر هذه الجهود الاجتماعات الاستكشافية التي عقدت في عمان اخيرا.
واكد جوده في مؤتمر صحافي مشترك عقب المباحثات على عمق وتميز العلاقات التي تربط البلدين الصديقين .
واعرب عن تقديره للنمسا والاتحاد الاوروبي بشكل عام على دعمه للاردن مشيرا الى اجتماع فريق العمل الاردني الاوروبي الذي عقد اخيرا في منطقة البحر الميت لدعم مسيرة الاصلاحات الاردنية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني.
واشار الى ان الاردن يولي القضية الفلسطينية اهتماما خاصا ويضعها على راس اولوياته ويعتبرها القضية المركزية وجوهر الصراع في المنطقة بغض النظر عن الاحداث التي تجري في منطقة الشرق الاوسط.
وبين انه اطلع نظيره النمساوي على عملية الاصلاحات التي يقودها جلالة الملك عبد الثاني بما في ذلك المراجعة الشاملة للدستور والتي شملت تعديل 42 مادة من مواده . بدوره اعرب وزير الخارجية النمساوي عن تقدير بلاده للاصلاحات التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني في الاردن مؤكدا دعمهم لهذه الاصلاحات والتي جعلت الاردن انموذجا يحتذى على مستوى منطقة الشرق الاوسط .
واكد دعم بلاده للجهود الاردنية الرامية الى تحقيق تقدم على مسار عملية السلام .
وعلى صعيد متصل التقى وزير الخارجية ناصر جوده في فينا امس قادة الراي الشباب في جامعة فينا وناقش معهم التطلعات والطموحات المشتركة للشباب في الاردن والنمسا الهادفة الى تنمية وتطوير البلدين خاصة وان 70 بالمائة من الاردنيين هم تحت سن 30 عاما واهمية تبادل الزيارات بين الشباب في كلا البلدين وتشارك الافكار والطموحات.
وعرض جوده تطورات الاحداث في منطقة الشرق الاوسط وعملية السلام اضافة الى الاصلاحات التي ينفذها الاردن في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.
واجاب جوده خلال اللقاء على اسئلة ومداخلات الشباب حول العديد من القضايا المحلية والاقليمية والدولية.