زهير عبد القادر
ظاهرة مضحكة غريبة تذكرني بالأفلام المصرية القديمة…افلام الستينات من القرن الماضي عندما كان يظهر الفلم شخصية رجل البوليس (المباحث) متخفيا بشخصية بائع سجاير او ماسح احذية…ظاهرة حديثة في مجتمعنا الأردني لا افهم اهدافها.فلا تكاد تصعد مع بعض سائقي سيارات التاكسي وتجلس في مقعدك حتى يطرح عليك السائق منهم السؤال:الأخ من وين؟ حضرتك ليبي ولا عراقي؟ ولا مغترب؟وبعد عدة أمتار يسمعك خلالها أغاني سخيفة وبصوت عال جدا،يبدأ بنشرة اخباره الموجزة ليخبرك ان البلد على،،كف عفريت…والمواد الغذائية سترتفع أسعارها…والبلد فيها فساد…والفاسدون كثر في هذا البلد…ومجلس النواب يجب ان يحل…وبعد ذلك وفجأة يتوقف عن الكلام ويسألني:وأنت شو رأيك؟…أبتسم ساخرا واقول له:بيعين الله …فيبدأ بطرح اسماء يتهمهم امامي بالفساد …طبعا أسماء من العيار الثقيل…ويعيد السؤال مرة اخرى وبطريقة لا تدل كثيرا على نسبة ذكاء كبيرة قائلا:هضول لازم يحبسوهم ولا لأ؟ فأحاول أثارته قائلا لأ …هؤلاء يجب ان يقدموا للعدالة والقضاء هو الحكم وليس انت او انا…وهنا يبدأ بالتعليق السياسي بعد موجز الأخبار ليلقي علي درسا بالوطنية والأنتماء وهنا أجيب على كل أسئلته وبعد ان اعرف بأنني وصلت الى المكان الذي اريد…واقول له انا لست ليبيا ولا عراقيا…انا أردني واحمل رقما وطنيا وأعمل في مجال الاعلام …وعندها يبتسم وعندما اسأله عن الأجرة يقول: لا خلي علينا…طبعا اعطيه اجرته حسب العداد واتمنى له يوما سعيدا .
،،،،،،،،،،،وهنا اطرح بعض الأسئلة البريئة…ماهو هدف هذا السائق حتى يصر على اخبارنا ان البلد في حالة فوضى وفساد وغلاء معيشة؟ هل هي محاولة تجسس رخيصة على الركاب لمعرفة ارائهم؟ ام هو استعراض ليشعرنا انه مثقف ومحلل سياسي؟ ام رغبته بالحديث والثرثرة فقط ؟
،،،،،،،،،،،عشت سنوات طويلة في الغرب وكنت اعتمد على سيارات التاكسي في تنقلاتي في المدن التي لااعرفها جيدا…صدقوني لا اذكر مرة واحدة سألني سائق السيارة اكثر من:أين تريد ان تذهب؟ فأجيبه،،أسم الشارع ورقم العمارة…وفي ختام الرحلة اودعه بكلمة الى اللقاء…فهل نحن شعب يقتلنا حب الأستطلاع؟ ام نحن بشر نحب ان نتكلم دائما الى درجة ازعاج الاخرين ؟ ام ان له هدف لا اعرفه؟
،،،،،،،،،،،فيا عزيزي السائق الراكب الذي يصعد الى سيارتك لتوصيله الى مكان ما ، لايريد منك نشرة اخبار او تحليلا سياسيا او معرفة اسماء الشرفاء والفاسدين في وطننا…كل ما يريده الراكب هو ان يصل الى هدفه سالما….اما الاخبار والتحليل السياسي والتعليقات فيمكنه معرفتها ومتابعتها،،في وسائل الاعلام المختلفة اذا اراد … صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com[/p]