الإصلاح نيوز/
حاول سائق (تاكسي) عبثا اجبار سيدة خمسينية على النزول من سيارة يعمل عليها بحجة مواجهته لأزمة سير خانقة تتطلب منه تغيير وجهته، حين تسلحت بمعرفتها بقوانين ادارة السير التي تعد تصرف السائق مخالفة.
هذه السيدة ليست الوحيدة ممن اشتكوا من ممارسات لبعض سائقي سيارات التاكسي من الذين لا يكتفون بانتقاء الركاب واجبارهم على سلوك خطوط سير اطول مما يجب ، بغية الربح السريع، بل يختارون نقطة معينة لاجبار الراكب على النزول من السيارة لحجج مختلفة ليس اولها ازمات السير المفترضة.
تقول السيدة لوكالة الانباء الأردنية (بترا) انها اصرت على ان يكمل السائق سير خطه باتجاه مقصدها بعد جدال دار بينهما، حاول خلاله عدة مرات اجبارها على النزول مشددة على اهمية التحلي باخلاق المهنة التي تقدم خدمة عامة مقابل مبلغ مالي بعيدا عن تعرض الراكب لاي من سلوكيات بعض السائقين.
وهكذا فعل الاربعيني ابو عدي الذي رفض النزول من سيارة تاكسي افتعل سائقها قصة لاجباره على النزول في منتصف الطريق بعد ان توقف فعليا على ناصية الطريق مشيرا الى ان هكذا تصرفات من بعض السائقين قد تتسبب بمشكلات بينهم وبين الركاب قد لا يحمد عقباها.
سائق التاكسي (ابو احمد) الذي يعمل بهذه المهنة منذ أكثر من 13 عاما يؤكد انه لا يمكن له ان يقوم بهذه التصرفات لانه كلما تعامل السائق باخلاقيات المهنة واحترام الراكب كلما نجح بعمله ووثق به الزبائن وكان مقصدا لهم.
فيما يؤكد السائق الذي حاول اجبار السيدة على النزول من السيارة انه لو ” اشتغل بهذه الطريقة بشكل يومي فانه لن يتمكن من تجميع قيمة ضمان السيارة التي يعمل عليها، وهو 25 دينارا يوميا “، لذلك فانه يحاول الهرب كما يقول من أي منطقة قد تشهد ازمة سير خاصة في اوقات الذروة المتزامن بطبيعة الحال مع انتهاء دوام المؤسسات المختلفة والمدارس، معتمدا في ذلك على اتصالات تلفونية تصله من اصحاب التاكسيات يشيرون عليه بالطرق التي من الممكن تجنبها واخرى ليسلكها.
تقول العشرينية مجد انها اضطرت لقبول أكثر من راكبة معها في ذات سيارة الاجرة بعد انتظارها لأكثر من ساعة على ناصية الطريق مشيرة الى انها لاحظت انتشار ذلك خاصة ايام الخميس التي تشهد أزمات سير خانقة وحركة نشطة للمواطنين من العاصمة الى المحافظات وبالعكس.
إحدى السيدات تؤكد ان بعض اصحاب سيارات التاكسي يعملون ضمن منطقة عمان بلا عداد اجرة اصلا ويحملون رخصا ضمن المحافظات، ويحدد هو مقدار قيمة الاجرة بتعرفة شخصية، فيما يعد مخالفة صريحة وفقا لرئيس قسم العلاقات العامة في ادارة السير المركزية المقدم معن الخصاونة.
ويقول ان اجبار أي مواطن على النزول من سيارة الاجرة مخالفة صريحة وواضحة وفقا لقانون السير مؤكدا ان مهمة سائق التاكسي تنحصر في انه يقدم خدمة للزبائن ويلتزم بابجدياتها موصلا اياهم من مكان الى آخر والفيصل بين السائق والزبون عداد الاجرة.
ويضيف ان اجبار المواطن على النزول من سيارة الاجرة والامتناع عن التحميل وانتقاء الركاب، جميعها مخالفات لقانون السير حيث تصل قيمة المخالفة الى 30 دينارا مبدئيا، فيما يتم تحويل السائق المخالف الى الحاكم الاداري، بعد ان تتلقى الادارة شكاوى من المواطنين.
ويشدد المقدم الخصاونة على تعزيز الوعي المجتمعي فيما يتعلق بأخذ كل البيانات اللازمة عن صاحب التاكسي المخالف ورقم سيارته واسم المكتب الذي يعمل به لتسهيل ملاحقته قانونيا.
ويقول انه وفي الاونة الاخيرة تلقت ادارة السير العديد من الشكاوى والمخالفات التي تصنفها ضمن المخالفات التشغيلية ومنها قيام بعض سائقي سيارات التاكسي بتحميل اكثر من راكب الى مناطق مختلفة بذات الوقت، مؤكدا ان ذلك مخالفة صريحة لقوانين السير، وعلى المواطن ان لا يكون شريكا في ذلك بحيث يرفض ركوب سيارة تاكسي تستقل راكبا اصلا، كما لا يسمح بان يقوم السائق بتحميل راكب اخر معه .
ويدعو المواطنين وفي حال ملاحظتهم لاي مخالفة في هذا السياق الى الاتصال بادارة السير على الرقمين 911 او 190 مع ضرورة معرفة اسم السائق والمكتب الذي يعمل به ورقم السيارة، او الاعتماد على اقرب دورية نجدة او دورية خارجية .
رئيس النقابة العامة لاصحاب السيارات العمومية احمد ابو حيدر يقول ان النقابة ترفض السلوك الذي يقوم به بعض سائقي سيارات التاكسي، والمتمثل باجبار الركاب على النزول من سيارات الاجرة تحت أي ذريعة منوها الى ان النقابة تستدعي السائق قيد الشكوى لمساءلته عن سبب السلوك، وتحوله الى معهد الحسين المروري التابع لنقابة السائقين لاخضاعه لدورات تدريبية وتوعوية في مجال سلوكيات واخلاقيات المهنة .
ويدعو جميع سائقي سيارات الاجرة الى ان يكونوا على قدر المسؤولية لجهة التعامل الحضاري مع الركاب الذين يعتمدون في تنقلاتهم على هذه السيارات.
وحول موضوع العدادات يدعو السائقين الى التوجه لمشاغل النقابة المعتمدة وغيرها من المشاغل الخاصة المرخصة التي تعمل ضمن المواصفات والمقاييس لتعديل تعرفة العدادات حسب قيمة الاجرة الجديدة، وانه لا يحق للسائق رفع الاجرة بصورة تقديرية، وان يلتزم برفع التعرفة ضمن الـ 6 بالمائة على قيمة العداد التي عدلت اخيرا.
ويؤكد ابو حيدر على المواطنين ضرورة التوجه للجهات المعنية ودوريات السير في حال ملاحظتهم اي مخالفة بعد اخذ اسم المكتب الذي تعود له المركبة ورقمها مؤكدا حرص النقابة على جودة وصيانة العدادات، والتأكد من قيمة الاجرة على العداد الذي من المفترض ان يوضع في مكان بارز ومرئي.
قيام بعض السائقين بهذه السلوكيات يكشف عن منظومة سلوكية قد تقوم بفكرتها غير المعلنة على مبدأ عدم تكافؤ العمل مع العائد المادي ما يجعلهم يتصرفون بطريقة غير مسؤولة، هذا ما يعتقده المتخصص بعلم الاجتماع الدكتور حسين محادين.
ويرى ان على السائق الذي يقدم خدمة مدفوعة الاجر الاسهام في ابراز الوجه الحضاري للوطن خاصة ان هناك ركابا من السياح والاجانب.
ويقول محادين : هناك بعض السائقين الذين يقلقون الركاب بكثرة الاحاديث والاسهاب فيها في الوقت الذي يضطر ركاب الى تحمل ذلك من اجل غايتهم وهي الوصول الى مقاصدهم بصرف النظر عن مضايقات بعض السائقين او حديثهم او قيامهم بالتدخين بكثرة او غير ذلك.
-(بترا – اخلاص القاضي وبشار الحنيطي)