شخص واحد حصل على أكثر من 500 مليون دينار من خصخصة الفوسفات وما تلاها من عمليات فساد منذ 2007 ، أي بواقع مئة مليون سنويا. هذا فقط هو رأس جبل الجليد الغاطس في بحر الظلمات. لكن التقديرات تشير إلى أن إدارة وطنية مسؤولة ومخلصة وديناميكية لموارد الفوسفات, سوف تمنح للخزينة وللاقتصاد الوطني, حوالي 700 مليون دينار سنويا وآلاف فرص العمل.
لدينا, أولا, رسوم التعدين التي تُقدّر قيمتها العادلة بخمسة عشر دينارا للطن, ولدينا, ثانيا, أرباح الشركة السنوية. وهي تدور حول 200 مليون, ثم لدينا, ثالثا, أعمال الحفر والإنتاج والنقل والبيع الخ. والسيطرة الوطنية على هذه الأعمال من خلال تطوير هيكلية شركة الفوسفات نفسها أو تأسيس شركات بين القطاعين العام والخاص للقيام بها, سوف تولّد إيرادات إضافية وفرص عمل جديدة. وليست لدينا تقديرات حول ايرادات هذه النشاطات. ولكن, للمقارنة, فقد حصل ممثل ” كاميل”, رئيس مجلس إدارة الفوسفات, على 40 مليون دينار فروق عمليات نقل في سنة واحدة. ثم نأتي, رابعا, إلى تصنيع الفوسفات محليا من خلال شركات وطنية أو حتى بالشراكة مع مستثمرين أجانب. وهو ما سيوسع قاعدة الاقتصاد الوطني ويحقق إيرادات جديدة للخزينة ويطلق ديناميات تراكم الخبرات وفرص العمل. وأخيرا, فإن إطلاق الاستثمارات في حقول فوسفات جديدة, سوف يضاعف كل ذلك.إنها جريمة كاملة أن تبقى موارد الفوسفات الهائلة في أيدي بضعة أشخاص يحصدون منها مئات الملايين ويعرقلون تطوير الأعمال والاستثمارات الجديدة, بينما يعاني الإقتصاد الوطني من مصاعب عميقة, وتعاني المالية العامة من عجز في حدود المليارين سنويا?
……………………
هل أنت عاطل عن العمل? استعادة “الفوسفات” هي قضيتك الشخصية.
هل أنت رب أسرة تعاني وستعاني من رفع الدعم عن السلع والخدمات الأساسية بسبب عجز الموازنة? استعادة الفوسفات, إذاً, هي قضيتك الشخصية.
هل أنت متقاعد على برنامج الضمان الاجتماعي ¯ الشريك الثاني في شركة الفوسفات ? ولديك, بالتالي, مصلحة في تأمين زيادة موارد “الضمان”? استعادة الفوسفات,إذا, هي قضيتك الشخصية.
هل أنت مستثمر وطني تتوق إلى بناء مؤسسات صناعية ثابتة الأركان ومتصاعدة التراكم والربحية? استعادة الفوسفات, إذا, هي قضيتك الشخصية.
هل أنت رجل دولة منشغل بتأمين الموارد للخزينة وتلافي العجز? استرداد الفوسفات, إذا, هي قضيتك الشخصية.
هل أنت شاب تطمح الى العيش في أردن حر وديموقراطي ومزدهر? استرداد الفوسفات, إذا, هي قضيتك الشخصية.
هل أنت قلق على مستقبل الأردن الوطني? ستفكر, إذا, بموارد تحرر البلاد من سطوة المانحين السياسية, وسيكون استرداد الفوسفات قضيتك الشخصية.
……………
لا يمكن لبلد يعاني من مديونية تجاوزت 60 بالمئة من ناتجه المحلي الإجمالي أن يسمح بتبديد أهمّ ثرواته الوطنية القادرة على انتشاله من وهدة الفقر والانكشاف أمام المساعدات الأجنبية المشروطة. ولذلك, ينبغي أن تتجه كل الجهود, في الأسابيع المقبلة, الى اجبار الحكومة على فسخ عقد الإذعان مع شركة “كاميل” المشبوهة واسترداد الأسهم والمنهوبات, وتشكيل “مجلس وطني للفوسفات” ليبدأ عملية واسعة لاستثمار هذه الثروة الوطنية, تنقيبا وانتاجا ونقلا وبيعا وتصنيعا.