يظهر علينا، بين يوم وآخر، فناننا العبقري موسى حجازين، المعروف بشخصيته النمطية “سمعة”، بشريط فيديو قصير، ولكنّه معبّر ويسرق الضحكة من المشاهد، كما يدعوه إلى التفكير والتأمّل، فكوميديا حجازين تهدف الى نشر البسمة والضحكة، ولكنها تدعو أيضاً ودائماً إلى تشغيل العقل.
آخر صرعات “سمعة”، أنه يزور الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، فيرجوه هذا بطلب نقل محاكمته في مجلس النواب الأردني، والأمر كما هو مفهوم يتعلّق بما جرى بالنسبة لقضية الفوسفات، حيث سمعنا الكثير من الجعجعة ولم نر طحناً.
حجازين، هنا، يصطاد عدة عصافير بحجر واحد، فهو ينتقد محاكمة مبارك الماراثونية، ويدين موقف مجلس النواب الاردني، ويضعنا أمام وضع عربي ملتبس مرتبك ضائع، ولو جمعنا كلّ فيديوهات “سمعة” خلال السنة الماضية، في فيلم واحد، لحصلنا على عمل كوميدي طويل يستأهل عالمية الانتشار.
يبقى أن واحداً من أسرار نجاح الأمر هو زميلنا الكاتب المبدع أحمد حسن الزعبي، فتعاونه مع حجازين صار يأخذ شكل الثنائيات التاريخية الفذّة، كالأخوين رحباني، وغوار وحسني، ولو أنّهما يعملان في بلد غير الاردن لحققا انتشاراً يحسدهما عليه كبار الكوميديين العرب والأجانب أيضاً.