تسعى الدولة العبرية بخطى حثيثة وبتخصيص ميزانيات ماليّة هائلة للحصول بشكل متواصل على التقنيات الحديثة التي تساعدها في تأمين نفسها وجمع أكبر عدد من المعلومات سواء الحدودية أو الجغرافية أو المراقبة، ومن ضمن هذه الوسائل التقنية سيارة جمع المعلومات الاستخبارية التي يُطلق عليها اسم غرانيت.
وبحسب المصادر الأمنيّة في تل أبيب، كما أفادت القناة الثانيّة في التلفزيون الإسرائيليّ على موقعها الالكتروني، فقد برز استخدام هذه المركبة بعد عملية ايلات الفدائية في آب (أغسطس) الماضي على الحدود المصرية، حيث تخاف الأوساط الأمنية في إسرائيل من عمليات هجومية جديدة على الحدود وفى العمق الصهيوني في الفترة المقبلة.
أمّا السيارة المذكورة، فهي سيارة تصنعها شركة (فورد) تتميز بقدراتها العالية على جمع معلومات استخبارية سواء كانت رصد ميداني أو تصوير أو تسجيل جغرافي دقيق، ويمكنها مقارنة التغيرات الجارية على المناطق الحدودية. تعمل هذه السيارة على الحدود المصرية مع الأراضي المحتلة، وتتبع هذه السيارة لوحدة (أدوم) لأنها الوحدة التي تعمل في المنطقة الجنوبية، فيما يشير الخبراء الأمنيين إلى أن الدولة العبريّة وشركة فورد تودان اختبار هذه السيارة في المنطقة الجنوبية لأنها منطقة ذات تضاريس واسعة وكثيرة التشعبات، وفي ما يتعلق بالمهام الملقاة عليها، أضافت المصادر عينها، أنّها تقوم بتصوير ورصد شامل للمنطقة الحدودية من خلال دورية تسير بها على طول الحدود كل يوم، وفي اليوم التالي تقوم بتصوير جديد ومن ثم تعمل على مقارنة التغيرات على التضاريس الحدودية، تحلل المعلومات وتقوم بفرز المناطق التي حدث فيها تغيرات جغرافية ولو كانت بسيطة وتحدد أماكن الخلل في الحدود، تعطي معلومات دقيقة حول المناطق التي تم من خلالها التسلسل عبر تتبع التغيرات الجغرافية التي تحدث نتيجة تسلل أشخاص لإسرائيل عبر متابعة وجود أثار لهم على طول الحدود، تلتقط الاتصالات والموجات التي تمر عبر الحدود وتسجيلها وترجمتها.
وفي ما يتعلّق بمميزات السيارة، قالت المصادر، إنّه يوجد بها أجهزة تصوير واستشعار عالية الدقة لرصد وتصوير الحدود، كما أنّه يمكنها العمل في البيئات المختلفة حيث تستطيع السير على الطرق المعبدة وغير المعبدة، بالإضافة إلى ذلك تمكن وحدات الجيش الإسرائيلي في المناطق النائية من الاعتماد على نفسه دون انتظار مساعدة من أماكن أخرى، ويمكنها السير بسرعة نسبية ما يعني أن قدرتها على رصد الحدود عالية جداً، ويمكن أن تكرر مهمتها عدة مرات في اليوم، كما تملك قدرة كبيرة على عمليات التمشيط والمسح للمنطقة، بواسطة الرادار المتطور المزودة به، وأخيرا، لديها إمكانية المراقبة لمسافات بعيدة جدا داخل حدود العدو.
ونًقل عن ضابط التسليح في تشكيلة (أدوم) المقدم يوسي فلافو قوله إنّه منذ وقوع العملية المسلحة على الحدود الجنوبية ومجال التسليح في التشكيلة تصاعد حيث أن المركبات التي كانت مستخدمة في الماضي استهلكت كثيراً، ولذلك دخلت الخدمة خلال الأشهر الماضية الكثير من المركبات الحديثة ومن بينها (غرانيت) و(دافيد) و(زئيف)، وتابع قائلاً: هذه المركبة مختلفة تماماً فهي مغلقة وذات قدرات معززة، ويمكنها السير على أي نوع من الأراضي، والأهم أنها حديثة، ومزودة بمحرك ديزل، وناقل سرعات يدوي من ست سرعات، وقوة دفع رباعية وفيها تحسينات أحدث مقارنة بالمركبة من نوع هامر.
جدير بالذكر أن العديد من الوحدات العسكرية الإسرائيليّة تتمركز في منطقة جنوب الدولة العبريّة لتأمين الحدود الواسعة مع مصر والأردن، ومن ضمن هذه الوحدات وحدة (أدوم) أو ما يسمى (المخلب الأحمر).
وقد تأسست التشكيلة (أدوم) في عام 1979، وفي شباط (فبراير) من العام 2007 أضيف لها لواء جديد يُعرف باسم (الشعبة ساغي)، وفي منتصف العام الماضي، أي بعد الثورات العربية تم تعزيز (أدوم) بلواء إضافي بهدف حماية الحدود، ثم تم مضاعفة عددها أربع مرات بعد الثورات العربية منتصف العام الماضي، كما أكدت المصادر الإسرائيليّة
زهير أندراوس – القدس العربي