يشعر الناس بعدم اليقين وهم يرون الربيع العربي يتحول الى شتاءات عاصفة في اقليم يهتز على اطماع الشرق والغرب فلكل حساباته وأمن (الجارة ) هاجس لدى (الناتو) على شكل مقدس او هوس ديني…! يتردد صداه بينما جعلنا نتوه كالمضبوع نركض وراء العدو نحسبه صديقاَ وهو الذي يخبأ لنا سيف الغدر …لينقضّ به على حاضرنا وليهدم عوامل استقرارنا , على شكل فتن وعنف وفكر اقتلاعي دموي يستبيح الحلال والحرام ويغرز خنجره المسموم بالخاصرة … ودون ان تنبس لجامعتنا العربية شفة او تظهر احتجاج ودخلنا في اصطفاف مع معسكر الاعداء ننقض بناء الثقة في طريق ملبد بالضلال… !
بدأت الناس تشعر بالالام بعد ان لامست العصب الرئيسي للمجتمع الذي لم تعد تنفع معه المسكنات والمهدنات واصبحنا بحاجة الى عملية جراحية لاستئصال آفة الفساد لانقاذنا من (ورطة) ادخلت الحكومات البلاد فيها ووضعتها في حالة من التأزيم ووضعية الطوارىء التي نجمت من سياسات النخب الحاكمة بعدما طال الصبر ومل النظار… وعندما لاحت بوادر الحلول حاولت هذه النخب الفاسدة ان تعود بالمجتمع الى الخلف وان تعيد انتاج ذاتها وكانها خارج التاريخ والجغرافيا وحتى التغطية ..!
ولم تعد تنفع فيها الوعود الجوفاء والكلام المعسول او ….
والناس يرون اليوم بان الحكومة والنواب لهم مصلحة في تعقيد الامور وهم يتبادلون التقاط الكرات والادوار وعدم قدرتهم على استيعاب معطيات المرحلة الجديدة والاستثنائية واستمرا يراوغان حتى تطول اقامتهما الحكومة في الدوار الرابع والنواب في مقاعدهم وبقي سيد الموقف حلول استرضائية سريعة مسرجة على حالة من الاسترخاء في مواجهة اقدار اسهمت في رفع وتيرة الاحتقان الساكن الذي قد تنفجر شرارته في اي وقت ولا احد يعرف نهاية الامور, مصداقية الحكومة والنواب و الدولة وصلت الى الجدار وكانت قضية الفوسفات هي القشة التي قصمت ظهر البعير وبدأت الناس تتساءل عن اهمية شعاراتها في محاربة الفساد التي حولتها الحكومات الى ديكور وبرتوكول يسعى الى تجميل صورتها والمطروح اليوم بعد ان تجاوزت المرحلة كثيرا من الخطوط المسموح بها … محاسبة المرحلة بالكامل بمكوناتها من الاشخاص الذين باعوا ضمائرهم الذين زوروا الانتخابات التي كانت سببا في توليد المناخات وتفريخ الفساد على يد حليقي الرؤوس والذين حولوا بنيان الدولة من مسؤولين ومشرعين نظاف اليد الى اتباع ومضللين فساهموا في خراب المسيرة ما يستدعي اجراء عملية تغيير شاملة عبر خطة انقاذ وطني ترسم خطة طريق واضحة وسريعة لاعادة الثقة بين المواطن والوطن .
العرب اليوم