أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في JO1R FORUM | منتديات شباب و صبايا الأردن، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

ليبيا تنزلق للتقسيم..فلنُدرك سوريا

تنزلق “ليبيا ما بعد القذافي” إلى ما يحمد عقباه من مصائر ومآلات…النزعات الانفصالية والهويات الفرعية من جهوية وقبلية تطل برأسها البشع، والصراع



09-03-2012 01:50 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 22-12-2011
رقم العضوية : 48,213
المشاركات : 8,783
الجنس :
قوة السمعة : 429,526,866
تنزلق “ليبيا ما بعد القذافي” إلى ما يحمد عقباه من مصائر ومآلات…النزعات الانفصالية والهويات الفرعية من جهوية وقبلية تطل برأسها البشع، والصراع على السلطة والثروة، تقود “الإخوة الأعداء” إلى أتون مواجهات دامية، ستبدو معها الحرب على القذافي ونظامه، نزهة قصيرة.

تحت ستار الفيدرالية والحكم الذاتي واللامركزية، تستعيد ليبيا اليوم، صورة انقساماتها الداخلية السابقة لمرحلة قيام الدولة….وعلى جناح “الديمقراطية” التي يبشر بها أمراء الحرب وشيوخ القبائل، يجري النظر للدولة الليبية كمشروع “غنيمة” يتعين توزيعها على المنتصرين…والأخطر من كل هذا وذاك، أن تقسيم الغنيمة الليبية يجري الإعداد له، بمشاركة وتواطؤ من قبل دول وشركات طامعة، لها إرث كولونيالي قديم ومتجدد.

ليبيا تنهض مثالاً على ما يتعين تلافيه في ثورات الربيع العربي، والمؤكد أنها لم تصلح، ولن تصلح مثالاً يحتذى في معالجة استعصاء التحوّل الديمقراطي في سوريا…وعلى الذين يتوعدون نظامها بانتهاج خيار العسكرة والتسليح، ان يتعظوا من هذا المصائر الصعبة للتجربة الليبية…ومن الأكلاف الباهظة التي دفعتها وستدفعها البلاد، من كيس سيادتها ووحدتها وثروتها وحيوات أبنائها.

ما صح في ليبيا، لا يصح في سوريا…هذه كانت الحقيقة من قبل، وهي تكتسب اليوم، صدقية أعلى من أي وقت مضى…وسوريا التي يتوعدها البعض بـ”الأطلسي” و”الملاذات” و”الممرات” و”التسليح” و”العسكرة” مرشحة لمصير أسوأ من المصير الذي يطل برأسه الكريه من ثنايا “المرحلة الانتقالية” في ليبيا…وعلى كل مخلص وغيور على مستقبل سوريا ووحدتها، وليس على نظامها الذي لا نبالي إن ذهب إلى الجحيم، أن يأخذ “العظة” من ليبيا ما بعد القذافي وعراق ما بعد صدام.

لن تنتهي المواجهة المسلحة في سوريا إلى إسقاط النظام….النظام قد يسقط في مساحات واسعة من سوريا، ولكنه إن استشعر لحظة دنو أجله، فسينكفئ إلى الساحل والجبل…وربما يعلن من هناك، عن قيام دولة علوية، تتبعها إمارات سنيّة، وممالك كردية ودرزية…هذا ليس من باب التهويل والمبالغة…هذا من باب تسمية الأشياء بأسمائها…ومن لا يصدق مثل هذه “النبوءات/السيناريوهات المتشائمة”، عليه أن ينظر إلى العراق وما آلت إليه سياسة الأقاليم، خصوصاً في شماله وغربه، وإلى ليبيا المرشحة للتوزع على ثلاث دويلات مصطرعة وهزيلة.

ومن يظن أن تقسيم البلاد إلى كانتونات مُستعمرة، يمكن أن يُنهي النزاع الأهلي، أن يقرأ جيّداً تجربة انفصال جنوب السودان، ففرص اندلاع الحرب بين شطري البلاد، تبدو اليوم أعظم مما كانت عليه في سنوات الحرب الأهلية المديدة، وفي ظني أن الأكلاف البشرية لهذه الحرب إن اندلعت – لا سمح الله – ستكون أعلى مما دفع شعب السودان بمختلف مكوناته في حروبه الأهلية المتعاقبة…نسوق هذا المثال، برسم الذين يذرفون دموع التماسيح على الضحايا المدنيين الذين سقطوا برصاص الجيش السوري، والذين سيقفون موقف المتفرج والمُتشفي بأنهار الدماء حين تنزف شرايين جميع السوريين على اختلاف طوائفهم وخلفياتهم، ولكن بعد أن يكون قد سوّا حساباته مع نظام دمشق، وحلفائه الإقليميين.

لا خيار في سوريا، سوى العودة للاءات المعارضة الوطنية الشريفة والمخلصة الأولى: لا للعسكرة والتسليح…لا للطائفية والانقسام المذهبي…لا للتدخل العسكري الخارجي، وتحت أي مبرر أو ذريعة…هكذا نحمي سوريا وننقذ وحدة شعبها وأرضها…هكذا ندعم الأجندة الإصلاحية للشعب والثورة…حتى وإن اقتضى الأمر الصبر طويلاً على استكمال مهمات ثورة الحرية والديمقراطية…أما المُستعجلون على التغيير، والمنادون به، حتى وإن جاء عن طريق “الشيطان” فهؤلاء قصار نظر، سيكبدون شعبهم، أفدح الخسائر في المديين المتوسط والبعيد، وعندها، إذا ما وقع المحظور – لا سمح الله – ستبدو خسائر الشعب السوري اليوم، مجرد “تفصيل” في حسابات الخسائر الكبرى.

جذوة الثورة الشعبية السلمية في سوريا ما زالت متّقدة…وهي مرشحة للاستمرار والتوسع، إن لم تُختَطف الثورة من قبل أجندات عربية نفطية معروفة، ومن قبل مطامح دولية محكومة بـ”نظرية الأمن الإسرائيلي”…ومن قبل معارضين طامعين شخصياً، في تقاسم المناصب المواقع مسبقاً، بل واختلفوا على توزيع جلد الدب حتى قبل اصطياده.

نعلم أننا أمام نظام دموي لا يرحم…نظام يستعجل الحسم العسكري والأمني…ونألم لكل قطرة دم تُراق في سوريا…لكن خشيتنا على سوريا وشعبها ووحدة ترابها، تدفعنا لوقفة مصارحة ومكاشفة، وتشجعنا على ذلك، رؤيتنا للمآلات الصعبة التي انزلقت إليها تجارب قريبة، يُراد إعادة انتاجها في سورياً…فالحذر الحذر؟!.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد




الكلمات الدلالية
لا يوجد كلمات دلالية ..









الساعة الآن 10:04 PM