رغم أن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة هي مبادئ ترسخت في جميع أنحاء العالم وتقاربت بيانات الالتحاق بالتعليم بين الإناث والذكور ووصلت الى المساواة تقريبا إلا أنه “ما يزال هناك طريق طويل أمام النساء والفتيات للتمتع بكامل حقوقهم الأساسية والكرامة التي هي حقوق مكتسبة منذ الولادة وتضمن حياة جيدة” وفق قول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
ويجد مكتب اليونسكو في اليوم المرأة العالمي الذي يصادف اليوم، فرصة للتذكير بحقوق النساء الأكثر ضعفا في المجتمع وهن ذوات الإعاقة اللواتي يعشن في المناطق الريفية.
وسلّط تقرير الأردن الوطني الثاني للأهداف الإنمائية للألفية الضوء بوضوح على أن الوصول إلى قدر أكبر من التعليم بالنسبة للمرأة لا يعني المساواة في مجال الدراسة، أو تكافؤ فرص العمل. في حين أن أعداد النساء الملتحقات بالتعليم الأساسي والثانوي في الأردن عالية (97 من الإناث مقابل 100 من الذكور) ويفقن عدد الذكور في التعليم العالي، بلغت نسبة المشاركة للمرأة في سوق العمل غير الزراعي لعام 2009 فقط 14.9? مقارنة بنسبة 64.8? للرجال. أيضا من حيث صنع القرار السياسي، وماتزال النساء أقل تمثيلا في الهيئات الإنتخابية على الرغم من حصولهن على حقوق متساوية في التصويت والمشاركة.
إن يوم المرأة العالمي لهذا العام 2012 مخصص للنساء والفتيات الريفيات اللواتي يشكّلن ربع سكان العالم حيث يظهرن في الجزء السفلي من كل مؤشر، سواء كان اجتماعيا أو اقتصاديا أو ثقافيا أو سياسيا. في الواقع ماتزال النساء والفتيات الريفيات متأخرات عن النساء في المناطق الحضرية والرجال في المناطق الريفية من حيث الدخل والصحة والتعليم والمشاركة في صنع القرار.
وبهذه المناسبة رددت عدة بيانات إن هذا يشكّل مصدر قلق كبير في الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو، “في الغالب النساء اللواتي يعشن في المناطق الريفية هن مهمّشات ويواجهن تحديات صعبة لممارسة حقوقهم الإنسانية، والتنمية الشخصية والسعي وراء تطلعاتهن” وفق قول المديرة العامة لليونسكو بهذه المناسبة إيرينا بوكوفا.
إن النساء يلعبن دورا رئيسيا في دعم الأسر والمجتمعات المحلية لتحقيق الأمن الغذائي والدخل وتحسين سبل عيشهم، ومع ذلك فإن مصير النساء الريفيات يشكل تحديا خطيرا، وقضية من قضايا التنمية الرئيسية. في الأردن، النساء والفتيات الريفيات لا يزلن يعملن بلا أجر، مما يعوّق تحقيق أقصى إمكاناتهن. هذا ينطبق بشكل خاص على النساء والفتيات ذوات الإعاقة في المناطق الريفية اللواتي هم في خطر أكبر من التهميش والإقصاء. بالنسبة لهن الخيارات التعليمية والترفيهية وغيرها من خيارات الاندماج الاجتماعي والتنموي لا تزال محدودة جدا. في حين أن الوصول إلى المرافق المادية محدود ويشكّل عائق، كذلك فإن الدعم غير الكاف في مجال التعليم والأنماط تلعب أدوارا متساوية لاستبعادهن. إن المواقف تجاه أفراد الأسرة ذوي الإعاقة آخذة في التغير، ولكنها ما تزال محفوفة بالمشاعر الكامنة وراء العار.
ويعد مكتب اليونسكو في الأردن من أقوى المساندين والداعمين لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. وفي شراكة مع المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة ووزارة التربية والتعليم على مدى السنوات الماضية، تم تنفيذ عدد من الأنشطة لزيادة الوعي حول حقوقهم، بالإضافة إلى توفير الدعم وتزويد وزارة التربية والتعليم ومعلميها بوسائل تضمن تسليط الضوء على إحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع أنحاء الأردن.
وبمناسبة يوم المرأة العالمي والتعريف بالتحديات التي تواجهها النساء والفتيات في المناطق الريفية فيما يتعلق بالتعليم والعمل، يعقد اليونسكو والمجلس الأعلى لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة مائدة مستديرة بتاريخ 29 آذار(مارس) المقبل في المجلس الأعلى في عمان.