د.عبدالله محمد القضاه
،وقد مارس الخلفاء الراشدون هذا النهج القيادي حيث كان صفة مميزة لإدارة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حين كان ينطلق كل ليلة يتحسس أحوال الناس ويرى كيف يعيشون مجسدا مفهوم “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” ولم يكن قد وصل الناس في الإدارة حينذاك إلى مفهوم “MBWA” أو الإدارة بالتجوال ولا بمفهوم “Eye Management” أو الإدارة بالمشاهدة كما تبينه متطلبات “الكايزن” ولكنه الفهم الصحيح للرسالة التي تهدف إلى تحقيق الخير في حياة الناس وتفعيل البر في النفوس والضمائر.
،اليوم، ونحن نشاهد الملك عبدالله الثاني ابن الحسين؛ يتجول بين المواطنين؛ يستمع لشكواهم ويتفقد أحوالهم؛ وبطريقة عفوية صادقة ترافقها “زغاريد “النشميات، ودعوات الأردنيات الصادقات؛ بطول العمر للقائد الإنسان؛ ماهي إلا رسالة واضحة للقاصي والداني، بأن الهاشميين حملة رسالة خالدة لن يحيدوا عنها ،وإن نهج حكمهم يشكل الامتداد الطبيعي للنهج العربي الإسلامي ألأصيل؛ فلن يتفاجأ الأردنيون بتخفي مليكهم في مؤسسات الدولة في القرى والبوادي يتلمس احتياجاتهم ويتحقق من أداء مسؤوليهم ؛ وكذلك ترجله من موكبه للاطمئنان على مواطنين تعرضت مركبتهما لحادث سير في شوارع العاصمة ؛ وأوامره العاجلة بإسعاف المصابين ونقلهما بسيارة الإسعاف الخاصة بالموكب الملكي الى مدينة الحسين الطبية لاستكمال ،علاجهما.
،،،،،،، من حقنا كأردنيين؛ أن نفتخر بقيادتنا التاريخية، وبنهجها الحضاري في التواصل مع المواطنين من خلال الزيارات الميدانية واللقاءات المباشرة معهم ؛ على نحو قل نظيره في هذا العالم المضطرب؛ وندعو الله أن يحمي هذه القيادة من أعداء الداخل والخارج ويهيء، لمليكنا البطانة الصالحة التي تعينه على الخير وتدله عليه
وتحفظه لنا من شر الاشرار وكيد الأعداء.
،